الفاتيكان، 3 أبريل 2007 (ZENIT.org). – ننشر في ما يلي العددين 25 و 26 من القسم الأول من الإرشاد الرسولي “سر المحبة” لقداسة الحبر الأعظم البابا بندكتس السادس عشر حول موضوع الافخارستيا مصدر وغاية حياة الكنيسة ورسالتها.
النقص في الاكليروس ورعائيات الدعوات
25. بالنظر إلى العلاقة بين سر الدرجة والافخارستيا، توقف السينودس على الحالة الصعبة التي تعيشها عدة أبرشيات إذ تواجه مشكلة نقص في الكهنة. ونجد هذه المشاكل لا في المناطق التي تم تبشيرها حديثًا وحسب بل أيضًا في الكثير من الدول القديمة العهد بالمسيحية.
بكل تأكيد، يفيد في حل هذه المشكلة توزيع أكثر عدلاً للكهنة. ولذا من الضروري العمل على تحسيس دقيق.
على الأساقفة أن يشركوا في الحاجات الراعوية مؤسسات الحياة المكرسة والجمعيات الكنسية الجديدة، مع احترام الموهبة الخاصة بكل منها، وأن يحضوا جميع أعضاء الاكليروس على أن يعبّروا عن جهوزية أكبر لخدمة الكنيسة حيثما دعت الحاجة، ولو كلف ذلك تضحيات.
إضافة إلى ذلك، تم النقاش أثناء السينودس حول موضوع الانتباه الراعوي اللازم لتشجيع انفتاح أكبر على الدعوة الكهنوتية، وخصوصًا في الشباب. من غير الممكن حل هذه المشكلة عبر إجراءات براغماتية بحتة. يجب على الأساقفة ألا يتغاضوا، بدافع القلق المفهوم الناجم عن نقص في الإكليروس، عن التمييز المناسب للدعوات، فيقبلوا إلى الإعداد والسيامة مرشحين لا يتمتعون الصفات الملائمة الضرورية للخدمة الكهنوتية.
من الصعب أن يقوم الكهنة الذين لم يتلقوا الإعداد الوافي، والذين قُبلوا للسيامة دون التمييز الضروري، بشهادة قادرة على توليد الشوق في الآخرين للتجاوب بسخاء مع دعوة المسيح.
على رعائيات الدعوات، بالحقيقة، أن تمس الجماعة المسيحية في كل أبعادها. طبعًا، في هذا العمل الراعوي الدقيق، يدخل عمل توعية العائلات، التي غالبًا ما لا تبالي، لا بل تعارض فرضية الدعوة الكهنوتية. فلتنفتح العائلات بسخاء على عطية الحياة ولتعلّم الأبناء لكي يكونوا مطواعين لإرادة الله.
مختصر القول، من الضروري التحلي بالشجاعة لعرض جذرية اتباع المسيح على الشبيبة، وتبين سحره.
شكر ورجاء
26. وأخيرًا، من الضروري أن نتحلى بإيمان ورجاء أكبر في المبادرة الإلهية. حتى ولو سجلت بعض المناطق نقصًا في الإكليروس، لا يجب أن تنتقص الثقة بالمسيح الذي ما زال يدفع أشخاصًا، يتركون كل اهتمام آخر، ويتكرسون بالكلية للاحتفال بالأسرار المقدسة، ولكرازة الإنجيل وللخدمة الراعوية.
في هذا الظرف، أود أن أعبر عن شكر الكنيسة بأسرها للأساقفة والكهنة، الذين يعيشون رسالتهم بإخلاص والتزام أمين. بالطبع، يذهب شكر الكنيسة أيضًا للشمامسة، الذين تلقوا وضع اليد “لا للكهنوت بل للخدمة”.
وكما حض سينودس الأساقفة، أود أن أعبر عن شكر خاص لكهنة عطية الإيمان (fidei donum)، الذين يبنون الجماعة عبر كرازة الكلمة وكسر خبز الحياة، بكفاءة وإخلاص سخي ودون حساب في خدمة رسالة الكنيسة.
يتوجب علينا أيضًا أن نشكر الله لأجل الكثير من الكهنة الذين تألموا حتى تضحية الحياة خدمة للمسيح. فيهم يتجلى، عبر بلاغة الأعمال، عمق معنى أن يكون المرء كاهنًا. تستطيع شهادات مؤثرة كهذه أن تلهم الكثير من الشبان لكي يسيروا بدورهم إثر المسيح وأن يقضوا حياتهم لأجل الآخرين، فيجدوا هكذا الحياة الحقة.