الفاتيكان، 3 أبريل 2007 (ZENIT.org). – صرح البابا بندكتس السادس عشر أن على اللاهوت التحلي “بالشجاعة” عندما يطرح تساؤلاته على الجامعة والمجتمع، دون التغاضي عن “تواضع الإصغاء لأجوبة الإيمان المسيحي”. قام البابا بهذه التصاريح أثناء لقائه ببعثة من كلية اللاهوت في جامعة توبينغن (ألمانيا)، حيث علم اللاهوت العقائدي من عام 1966 إلى عام 1969، قبل أن يصبح أستاذا في جامعة ريغينسبورغ.
وأغنى البابا كلمته بالرجوع بالذاكرة إلى بعض الأحداث في الكلية المتعلقة بتعيين أساتذة اللاهوت، حيث “كان الجميع يعبر عن رأيه، بحيث بدا وكأن جميع أساتذة الجامعة كانوا ضليعين باللاهوت، وكانوا يشعرون بالقدرة وبواجب المشاركة في أخذ القرار”.
“وهكذا، فمن ناحية، كان الشعور سائدًا بأن الزملاء من الكليات الأخرى كانوا يعتبرون اللاهوت كقلب الجامعة، ومن ناحية أخرى، كانوا ينظرون إلى اللاهوت كقضية تتعلق بالجميع وبالتالي تخص الجميع”.
وتابع البابا: “من الواضح أن الجامعة كانت حاضرة في صلب اللاهوت، الذي كان يظهر فيه بنية متكاملة تحمل في جذورها تساؤلاً مشتركًا، واجبًا مشتركًا وهدفًا مشتركا”.
“وفي زمننا الحالي، حيث تشدد الدول اللاتينية بشكل خاص على علمنة الدولة، يجري تهميش المسيحية والإيمان والكنيسة بشكل جذري. ومع ذلك فهناك مسائل لا يستطيع المجتمع اعتبارها إلا بالرجوع إلى اللاهوت”.”يحتاج المجتمع والجامعة والإنسانية إلى أسئلة تطرح، وإلى أجوبة على هذه الأسئلة أيضًا”، و “حيث يتم تعليق الأسئلة، وصولاً إلى التوقف عن طرح تلك التساؤلات التي تمس الجوهر والتي تذهب إلى ما وراء أي تخصص، لا نستطيع حتى التوصل إلى الأجوبة”.
“فقط عندما نتساءل، وعندما نكون جذريين في تساؤلاتنا، بتلك الجذرية التي يجب أن تميز اللاهوت، يمكننا أن نرجو الحصول على أجوبة على التساؤلات الأساسية التي تتعلق بنا جميعًا. فالأهم هو أن نطرح الأسئلة”.”ولكني أضيف، أنه على اللاهوت، إلى جانب شجاعة التساؤل، أن يعيش تواضع الإصغاء للأجوبة التي يمنحها الإيمان المسيحي. فالتواضع يكمن في حدس العقلانية المتواجدة في هذه الأجوبة، وفي جعلها متوفرة من جديد ومفهومة لعصرنا”.
وأنهى بندكتس السادس عشر كلمته قائلاً: “بهذا الشكل، لا تبنى الجامعة وحسب، بل الإنسانية بأسرها”.