معرفة المسيح ليست مجرد فكرة، بل هي حب يفتح العيون، ويحول الإنسان

البابا يتحدث عن القديس أكليمنضوس الإسكندري

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

الفاتيكان، 18 أبريل 2007 (ZENIT.org). – التقى البابا مع عشرات آلاف المؤمنين في مقابلة الأربعاء العامة وتطرق في تعليمه إلى أكليمنضوس الاسكندري، وهو لاهوتي كبير ولد، على الأرجح، في أثينا في أواسط القرن الثاني، “وقد ورث من أثينا الشغف الرفيع بالفلسفة، الذي جعل منه راية من رايات الحوار بين الإيمان والعقل في التقليد المسيحي”.

وأشار البابا أن هدف تعاليم أكليمنضوس، هو مرافقة “الموعوظ والمعمّد، خطوة بعد الأخرى، لكي يتمكنا من الوصول بعون “جناحي” الإيمان والعقل، إلى معرفة حميمية للحقيقة التي هي المسيح يسوع، كلمة الله”.

فالمعرفة الوحيدة الحقة هي معرفة “الشخص الذي هو الحقيقة بذاتها”، يسوع المسيح، اللوغوس الإلهي.

ويميز أكليمنضوس بين درجتين من الحياة المسيحية:

“الدرجة الأولى: المسيحيون المؤمنون الذين يعيشون الإيمان بشكل عادي، منفتح دومًا على أفق القداسة”.

“الدرجة الثانية: “العارفون”، أي الذين يلتزمون بحياة كمال روحي”.

ويعتبر أكليمنضوس أن من واجب المسيحي “أن ينطلق من ركيزة الإيمان المشتركة عبر مسيرة بحث يستسلم فيها لهداية المسيح لكي يصل بالتالي إلى معرفة الحقيقة والحقائق التي تشكل مضمون الإيمان”.

وتصبح المعرفة في النفس “واقعًا حيًا”، ” فهي ليست مجرد نظرية، بل هي زخم حياة، هي اتحاد حب محوِّل. معرفة المسيح ليست مجرد فكرة، بل هي حب يفتح العيون، ويحول الإنسان ويوطد الشراكة مع اللوغوس، مع الكلمة الإلهي الذي هو حقيقة وحياة”.

ثم قال البابا أن غاية الإنسان النهائية بحسب أكليمنضوس الإسكندري هي “أن يصبح مشابهًا لله”. “وهذا أمر ممكن بفضل تماثلنا لطبيعته الذي نلناه لحظة الخلق، بحيث أن الإنسان بحد ذاته هو صورة الله”.

ثم أضاف بندكتس السادس عشر أن هذا التطابع هو الذي يمكننا من “معرفة الأمور الإلهية، التي نتلقاها أولاً بالإيمان، والتي يمكنها أن تنمو، عبر الإيمان المعاش وعيش الفضائل، حتى تصل إلى تأمل الله”.

ثم علق البابا على فكر أكليمنضوس قائلاً: “يخص العنصر الخُلقي في مسيرة الكمال بأهمية تحاكي أهمية العنصر الفكري”.

وشرح قائلاً: “لا يمكننا أن نعرف دون أن نعيش، ولا يمكننا أن نعيش دون أن نعرف. ومن غير الممكن الوصول إلى الاتحاد والتماثل بالله، وإلى التطلع عبر المعرفة العقلية وحدها: يلزمنا، لبلوغ هذه الغاية، أن نعيش حياةً بحسب اللوغوس، حياةً وفقًا للحق. وبالتالي، من الضروري أن ترافق الأعمال الصالحة المعرفة العقلية تمامًا كما يتبع الظل الجسد”.

هذا وأشار البابا كيف أن أكليمنضوس، على خطى القديس بولس، قد حاول أن ينبي حوارًا ما بين فلسفة الإغريق والبشرى المسيحية، فبنظره، “يشكل التقليد الفلسفي الإغريقي، تقريبًا كالشريعة بالنسبة لليهود، مجالاً “للوحي”، فهما رافدان يجريان ليصلا في نهاية المطاف إلى اللوغوس نفسه”. وقال بندكتس السادس عشر أن ألكيمنضوس الإسكندري هو مثال يجب أن يحتذي به المسيحيون واللاهوتيون بالأخص في سعيهم إلى “استرجاع البعد الأخيري للحقيقة وإلى التشديد عليه، لكي يدخلوا في حوار نقدي ومتطلب مع الفكر الفلسفي المعاصر”.

وأنهى البابا تعليمه بصلاة من كتابات أكليمنضوس الإسكندري، ثم وجه تحياته بلغات عدة إلى الجماهير الغفيرة التي عجت بها ساحة القديس بطرس.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير