ففي محاضرة بعنوان “بندكتس السادس عشر والجذور المسيحية للقارة الأوروبية”، افتتح رئيس أساقفة مدريد سلسلة المحاضرات التي ينظمها سفير اسبانيا لدى الكرسي الرسولي، فرانسيسكو فاركيز، إكرامًا للبابا بندكتس السادس عشر في عيد مولده الثمانين.
بعد أن عرض مداخلات يوسف راتسينغر الأساسية، كلاهوتي وأسقف وكردينال، عميد مجمع العقيدة والإيمان، بيّن الكردينال التحديات الأربعة التي أطلقها البابا للقارة الأوروبية “التي يبدو وكأنها تأخذ طريقًا قد يؤدي بها إلى نهاية تاريخها”.
فأول ما يضعه البابا أمام أوروبا هو “الاحترام غير المشروط لكرامة الشخص البشري”، لأن “جماعة تبنى دون احترام كرامة الشخص البشري الأصيلة، متناسية أن كل إنسان هو مخلوق على صورة الله، هي جماعة لا تحمل إلى شيء من الخير”.
ثانيًا: طلب البابا إلى أوروبا احترام الزواج الأحادي بين الرجل والمرأة، خلية المجتمع الأساسية”.
ثالثًا، طلب البابا احترام قدسية الله، وكل ما هو مقدس بالنسبة للآخرين.
ورابعًا، يطلب البابا الحوار بين المسيحيين والعلمانيين، أي “الفكر العلماني الذي لا ينغلق على المطلق ولا يزيل الانفتاح على المطلق من أسس الدول ومن مكنونات الدساتير”.
فمقابل اقتراح عصر الأنوار، القائل بتأسيس الحقوق على نظرة للعالم “كما لو أن الله غير موجود”، أطلق البابا الاقتراح بفهم العالم وقوانينه “كما لو أن الله موجود”.
“ستتمكن الكنيسة من التجاوب مع هذه المسؤوليات إذا ما أنمت أقليات ناشطة في الحقل الرسولي، تشهد عبر التزامها السياسي والاجتماعي للجمال المسيحي”.