الأب فادي فاضل الانطوني يوقّع كتابه: "إجراءات مجلس الأمن في جنوب لبنان (1948-1986) مقاربات متأججة بين الفصلين 6 و7 من ميثاق الأمم المتحدة"

بيروت، 26 أبريل 2007 (zenit.org). – لمناسبة إطلاق الكتاب “إجراءات مجلس الأمن في جنوب لبنان (1948-1986) مقاربات متأججة بين الفصلين 6 و7 من ميثاق الأمم المتحدة” (منشورات الجامعة الأنطونية)، نظمت كليّة الحقوق والعلوم السياسيّة ومركز الدراسات القانونيّة في العالم العربي في جامعة القديس يوسف والجامعة الأنطونيّة في بيروت ندوة عنه في قاعة مسرح غلبنكيان في حرم العلوم الإجتماعية في جامعة القديس يوسف.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

حضر الندوة رئيس الجامعة الأنطونيّة الأب أنطوان راجح، راعي أبرشية بعلبك دير الأحمر المارونيّة المطران سمعان عطاالله، الرئيس العام للرهبنة الأنطونيّة الأباتي بولس تنوري، وفعاليات سياسية وقضائية وديبلوماسية منها سفير فرنسا في لبنان برنار إيمييه، سفير كندا لويس دو لوريميه، سفير تشيكيا جون تشيك، سفيرة كولومبيا جورجينا ملاط، المستشارة في السفارة الفرنسية والمسؤولة فيها عن شؤون الأمم المتحدة إيمانويل بلاتمان، عميد كليّة الحقوق والعلوم السياسية في جامعة القديس يوسف فايز الحاج شاهين، ومستشارو سفارات إيطاليا ورومانيا وأندونيسيا، ممثلون عن قيادات عسكرية وإدارات عامة وسلك القضاء ونقابات، عائلة الأب فادي فاضل وجمع من عمداء ومدراء وأساتذة وإداريي الجامعتين ومدراء المدارس وحشد من الطلاب والأصدقاء.

 وقد تحدث عميد كلية الحقوق والعلوم السياسية في جامعة القديس يوسف فايز الحاج شاهين فاعتبر أن هذه الندوة تنطلق من رغبة جامعة القديس يوسف في الإنفتاح على باقي الجامعات بهدف التشارك وتبادل الخبرات على الصعيد الأكاديمي. ونوه بأهمية الكتاب وبقدرات الأب فادي فاضل الأكاديمية والمهنية. ثم كانت كلمة تقديم من مدير الندوة الإعلامي بسام أبو زيد قال فيها: “كان الثمن الكبير الذي دفعه اللبنانيون في العام الماضي في حرب عبثية لم تحقق سوى الدمار وولادة لقرار جديد هو 1701 والذي تبناه المجتمع الدولي بالإجماع تحت شعار إنقاذ لبنان وعلى الرغم من ذلك يبقى الممانعون للسلام يصرون على ان الحرب هي الوسيلة الوحيدة لهزم من يعاديهم بالعقيدة والفكر”.

 وارتجل سفير فرنسا في لبنان برنار إيمييه كلمة ركز فيها على سروره لمشاركته في هذه الندوة منوهاً بأهمية عنوان كتاب الأب فادي فاضل الذي يطرح مقاربات متأججة بين الفصلين 6 و7 من ميثاق الأمم المتحدة. وأكد إيمييه أنه عند قراءته كتاب الأب فادي فاضل توقف عند ما ذكره الوزير غسان سلامة في توطئة الكتاب الذي أشاد فيه سلامة بالبحث التاريخي المهم والدقيق الذي قام فيه المؤلف. كما تطرق السفير الفرنسي إلى وضع قوات الطوارىء الدولية في الجنوب وتطبيق القرار 1701 الذي لعب دوراً أساسياً في إرسال الجيش الى الجنوب ومارس السيادة اللبنانية على أرضه تطبيقاً للنقاط السبع المقرة من الحكومة اللبنانية. واعتبر إيمييه أن قوات الطوارىء الدولية تختلف اليوم عن سابقاتها وهي موضوعة اليوم في خدمة السلام. وتوقف إيمييه عند الصعوبات التي تحول دون تنفيذ القرار 1701 منها مزارع شبعا والغجر والخروقات الإسرائيلية الجوية للبنان . وركز إيمييه على تمسك فرنسا لسيادة لبنان وإستقلاله وإستقراره. ونوه بدور فرنسا الكبير في إقناع المجتمع الدولي ولاسيما الأوروبي بتعزيز القوة الدولية العاملة في الجنوب. كما نوه بقرار إرسال الجيش الى الجنوب بعد 40 عاماً على غيابه عن المنطقة. وقال: “إن أوروبا، كل أوروبا إلى جانبكم (…) ولبنان لم يكن يوماً وهو ليس ولن يكون أبداً ورقة في لعبة أوسع…”.

 ثم تحدّث الأستاذ في كليّة الحقوق في جامعة رينه ديكارت – باريس 5 والقاضي في محكمة لاهاي جان إيف دوكارا قال: “من مميزات كتاب الأب فاضل، أنه يقدّم نظرة واقعية لتدابير مجلس الأمن في جنوب لبنان ونراه استند لهذه الغاية إلى قراءة وتحليل ظرفيين لقرارات المجلس وقام بدرسها آخذاً في الاعتبار معلومات محددة من الأطراف المعنيين تحديداً، وكذلك الإطار الدولي كما نرى في الفقرة المتعلقة بالقرار 425”. أضاف: “يظهر الكاتب أيضاً أن الأحكام التعزيمية قد تشكّل “بديلاً من العمل” وفقاً لكلام ميشال فيرالي. بيد أنه من المهم أن نتذكّر على الدوام أن اليوم كما في الأمس، وحدها الدول تستطيع أن تطبّق الموجبات التي يفرضها مجلس الأمن أو أن تسهر على تنفيذها ولا يدخل ضمن مسؤوليات المنظمة العالمية أن تنوب عن هذه الدول في مهماتها”.

 الى كلمة أستاذ القانون الدولي في الجامعة اللبنانية الدكتور شفيق المصري فقد رأى أن “كتاب الأب الدكتور فادي فاضل “إجراءات مجلس الأمن في جنوب لبنان” يتميز بأكثر من ميزة أكاديمية بارزة، لعل أهمها أنه “كتاب موضوعي وجريء في آن معاً. فهو قد تناول القرار الدولي الأهم في تاريخ لبنان الحديث (أي القرار 425) مع الحرص الأكيد على استقلال لبنان السياسي ووحدته الإقليمية. وقد درجت بعض القرارات الدولية اللاحقة على تأكيد هذا الحرص حتى القرار 1701 الأخير”.

    
واعتبر الدكتور المصري أن “الكتاب حلل النواحي القانونية المختلفة لهذا القرار (425)، وما ارتبط معه من قرارات سابقة أو لاحقة، وما أثر به أو تأثر من تطورات سياسية محلية وإقليمية ودولية. هو، بالخلاصة انتهى الى استنتاجات فيها من الجرأة وصحة الانتقادات ما يهدف الى تعزيز دور الأمم المتحدة ذاتها وليس فقط الى استقرار لبنان وحفظ سيادته”. وخلص الدكتور المصري الى اعتبار أنه “تبقى المشكلة الوحيدة التي اعترف بها الكاتب في أكثر من نبذة من هذا الكتاب: ان الفشل الذي أحاط بحسن تطبيق القرار 425 كان (ولا يزال) ذا طابع سياسي نافر. فالقرار لم يطبق في حينه لأنه كان محاصراً بإسرائيل من جنوبه وبالقوى الأخرى التي كانت ناشطة من شماله”.

 من جهته، رأى الأستاذ في كليّة الحقوق والعلوم السياسية في جامعة القديس يوسف ابراهيم نجار أن هذا العمل “يتناول دراسة وتحليلاً لوضع لبنان في الفترة الممتدة بين العامين 1948 و1986… إلا أننا عندما نقرأه، ندرك على الفور أننا أمام دراسة للواقع الحالي، بل أما
م عمل منذر للمستقبل. وينبثق هذا العمل من الواقع الحالي الذي نعيشه ويظهر ذلك حتى من خلال بنيته: فهو يتألف من قسمين رئيسيين يطرحان تساؤلات بشأن “طبيعة” عمل مجلس الأمن في جنوب لبنان من جهة، وبشأن “نتيجة” هذا العمل من جهة أخرى”. وأضاف قائلاً: “إن مجلس الأمن لم يصدر بالصدفة 30 قراراً تتعلّق بلبنان منذ العام 2000 أي منذ الانسحاب الإسرائيلي ورسم الخط الأزرق. ونستنتج من هذه القراءات أن القانون الدولي أخذ على عاتقه إعادة بناء لبنان… لكننا نخطئ التفكير في أن قرارات مجلس الأمن المتعلقة بلبنان كانت الحاكمة قبل سقوط جدار برلين وظهور الصين كقوة اقتصادية عظمى… لقد تغيّر العالم ولم يعد لبنان الخط الفاصل بين الشرق والغرب. لكن لا بد من بصيص أمل لوطن متعطش للحياة…وطن سينجح في استعادة نمطه وحلم شعبه… فيعود الإستقرار إلى لبنان وإن وسط جو إقليمي متفجر بدون أن يمزقنا فينسينا أيام اليأس”.

 وتحدّث الأمين العام للجامعة الأنطونيّة ومؤلّف الكتاب الأب فادي فاضل فاقتبس بدايةً مقولة لجوزيف جوبير وهو أحد أصدقاء شاتوبريان الذي كتب في أحد مؤلفاته: “إن المآسي المهولة التي يعاني منها زمننا هي أولاً القوة من دون العدالة ثم العدالة من دون قوة”. ثم أردف مستشهداً بالفيلسوف باسكال الذي كان يعتبر أن “العدالة من دون قوة عاجزة وأن القوة من دون عدالة متغطرسة”. وانطلق في تحليل للفصلين السادس والسابع من ميثاق الأمم المتحدة فرأى أن الفصل السادس من الميثاق يشترط أن يبني المجلس قراراته على تعاون الأطراف المعنية بالنزاع، في حين أن أحكام الفصل السابع تقول بالإقناع الإكراهي أو الجبري. لهذا السبب، “نرى أن لا جدوى من البحث عن ربط عمليات حفظ السلام، بما في ذلك القوات الدولية المؤقتة العاملة في جنوب لبنان، بمادةٍ محددة من الميثاق”.

 أضاف الأب فاضل: “لا بد من الإشارة، وفي إطار عملية حفظ السلام، إلى أن طلب اللجوء إلى القوة (القمع) المفرطة بدون اللجوء إلى الإقناع (الذي يتطلّب تعاون الأطراف المعنية كلها) يشوّه مبادئ الأمن الجماعي. والأمر سيان بالنسبة إلى اللجوء المفرط إلى تعاون الأطراف المعنية بدون استخدام الإجراءات الإلزامية”. وختم الأب فاضل قائلاً: “أمّا اليوم، لا بد من الاعتراف بأن مجلس الأمن ما فقده من سلطة مع البعثة الأولى من قوات الأمم المتحدة المؤقتة العاملة في جنوب لبنان يربحه الآن من خلال صلاحياته ونفوذه مع البعثة الثانية من هذه القوات ومع المحكمة ذات الطابع الدولي”.

       ختاماً وقّع الأب فادي فاضل كتابه. واللافت أن المستشار الخاص السابق للأمين العام للأمم المتحدة (2003-2006) معالي الوزير غسان سلامة قدم توطئة الكتاب التي خص فيها المؤلف بالقول: “تتوقّف قراءة الأب فاضل الموثّقة والتحليليّة عند عتبة هذا التحوّل المهم عام 1996 وتفاهم نيسان الشهير الذي انبثق منه… أدرك الضياع الذي يشكوه معظم مواطنينا عند تحديد مهمة قوى الأمم المتحدة الموقّتة في جنوب لبنان بل مجمل أنشطة الأمم المتحدة، لكي أنسب الى نفسي كل التهاني لنشر هذا البحث الأحادي الموضوع”. يضيف الوزير سلامة: “إن هذا البحث، نظراً الى وضوح مضمونه وصحة تقديراته وموضوعية آرائه، من شأنه أن يساعد في تثقيف اللبنانيين في ما يتعلّق بدور المنظمة الدوليّة في شؤون بلاده بعيداً من لامبالاة البعض الجاهلة وتسرّع البعض الآخر غير الواقعي ولا سيّما ضمن حدود إختصاصاتها، من اتفاق الهدنة وحتى تفاهم نيسان”.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير