أيها الإخوة والأخوات الأعزاء!
نحتفل في هذا الأحد الرابع من زمن الفصح، أحد "الراعي الصالح"، بيوم الصلاة العالمي من أجل الدعوات. جميع المؤمنين مدعوون للصلاة بنوع خاص من أجل الدعوات إلى الكهنوت وإلى الحياة المكرسة. سنحت لي الفرصة السعيدة هذا الصباح في بازيليك القديس بطرس، أن أقوم بسيامة 22 كاهنًا جديدًا.
وإذ أحيي بعطف هؤلاء الكهنة الجدد، مع ذويهم وأصدقائهم، أدعوكم لكي تذكروا جميع الذين ما لبث الرب يدعوهم بأسمائهم كما فعل مع الرسل على ضفاف بحر الجليل داعيًا إياهم لكي يصيروا "صيادي بشر"، أي أن يصبحوا شركاءه المباشرين في إعلان الإنجيل وفي خدمة ملكوت الله في زمننا.
فلنطلب للكهنة جميعًا نعمة الثبات: أن يكونوا حريصين على الصلاة، وأن يحتفلوا بالقداس الإلهي بتقوى دائمة التجدد، وأن يعيشوا الإصغاء لكلمة الله وأن يتبنوا يومًا فيوم مشاعر وتصرفات يسوع الراعي الصالح.
نصلي أيضًا لأجل جميع الذين يستعدون للخدمة الكهنوتية ولأجل المربين في إكليريكيات روما، وإيطاليا والعالم أجمع؛ فلنصل لأجل العائلات لكيما تبقى مكانًا يتفتح فيه وينمو "بذر" الدعوة إلى الخدمة الكهنوتية.
موضوع اليوم العالمي للصلاة من أجل الدعوات هذه السنة هو: "الدعوة في خدمة الكنيسة-الشركة". لقد فضل المجمع الفاتيكاني الثاني، في معرض تقديمه لسر الكنيسة في عصرنا، استعمال مقولة "الشركة". في هذا الإطار، يحظى بأهمية كبرى غنى وتنوع العطايا والخدمة في شعب الله. جميع المعمدين مدعوون إلى المساهمة في عمل الخلاص. ولكن، هناك في الكنيسة دعوات خاصة إلى خدمة الشركة. والمسؤول الأول عن الشركة الكاثوليكية (الجامعة) هو البابا، خليفة بطرس وأسقف روما؛ والأساقفة، خلفاء الرسل، هم مع البابا حراس ومعلمي الوحدة، ويساعدهم في هذه المهمة الكهنة. ولكن الأشخاص المكرسين وجميع المؤمنين هم أيضًا في خدمة الشركة.
في قلب الكنيسة-الشركة هناك الافخارستيا: وتستقي الدعوات المختلفة من هذا السر السامي القوة الروحية لتشييد الجسد الكنسي الواحد باستمرار بالمحبة.
نتوجه الآن إلى مريم، أم الراعي الصالح. هي التي أجابت بجهوزية على دعوة الرب قائلة: "هاأنذا أمة الرب" (لو 1، 38)، فلتساعدنا لكي نقبل بفرح وانفتاح دعوة المسيح لكي نكون تلاميذه، يحركنا دومًا الشوق لكي نكون "قلبًا واحدًا ونفسًا واحدة" (راجع رسل 4، 32).