" المسيحيون والبوذيون: تربية الجماعات على العيش بوئام وسلام"

روما، 30 أبريل 2007 (ZENIT.org). – “مسيحيون وبوذيون: تربية الجماعات على العيش بوئام وسلام”، هو موضوع هذه رسالة المجلس الحبري للحوار بين الاديان، وقّعها كل من رئيس المجلس، الكردينال بول بوبار، وأمين عام المجلس، المونسنيور بيار لوجي شيلاتا.

Share this Entry

أيها الأصدقاء البوذيون، 

1.لمناسبة عيد “فيساك”، أضم صوتي إلى صوت مجمل المجلس البابوي للحوار بين الأديان لأتوجه إلى الجماعات البوذية في العالم بأصدق التمنيات.

 2. نحن كلنا، كاثوليك وبوذيين، تجمعنا علاقات وطيدة وقد ساهم تواصلنا بالإضافة إلى التعاون الذي جمعنا والبرامج المختلفة التي جرى تنفيذها في تعميق التفاهم بيننا. فالحوار هو السبيل الأكيد من أجل علاقات مثمرة بين الأديان، إذ ينمي الإحترام ويغذي رغبة العيش بوئام مع الآخرين.

 3. وقد جاء في تعليم المجمع الفاتيكاني الثاني أن للجنس البشري بأجمعه أصولاً مشتركة ومصيراً واحداً  هو الله خالق الكل وغاية مسيرتنا الأرضية. وفي الإطار عينه، أراد قداسة البابا بندكتس السادس عشر أن يلقي الضوء على هذه النقطة في الرسالة التي وجهها لمناسبة يوم السلام العالمي 2007 حيث قال: “فبما أن الإنسان مخلوق على صورة الله فإن للفرد البشري كرامة الشخص، فهو ليس فقط شيئاً ما إنما شخصاً قادراً على التعرف على ذاته وعلى امتلاكها وكذلك أيضاً على تكريسها بحرية والترابط مع الآخرين”  (الفقرة 2). 

4. إن بناء جماعة يتطلب أفعالاً ملموسة تعكس احترام كرامة الآخر. كما أننا، وباعتبارنا أبناء ديانة، مقتنعون بوجود “منطق أدبي ينير الوجود البشري ويسهل الحوار بين البشر والشعوب” (المرجع نفسه، الفقرة 3). ولكن لا يزال هناك أشخاصاً يحتاجون اليوم أيضاً إلى فهم الآخرين ومعتقداتهم بشكل أفضل لكي يتخطوا الأحكام المسبقة وسوء التفاهم. ويتطلب هذا الواقع الحزين للتغلب عليه جهوداً حثيثة من السلطات المدنية والمسؤولين الدينيين. فحتى في الأماكن التي يعيش فيها الناس يومياً أهوال الحرب التي تشحن مشاعر الكراهية والإنتقام، يمكن استرجاع الثقة المفقودة. معاً، يمكننا أن نوجد المكان والزمان لكي يتحادث الأشخاص ويصغوا إلى بعضهم البعض ويعبروا عن أسفهم ويصفحوا لبعضهم الأخطاء التي ارتُكبت في الماضي. 

 5. إن التربية على السلام هي مسؤولية تقع قطاعات المجتمع كافة، بدءاً من المنزل حيث تسعى العائلة بصفتها اللبنة الأولى في المجتمع إلى أن تنقل إلى أولادها القيم التقليدية والسليمة، فتلتزم بتنشئة ضميرهم. فالأجيال الشابة تستحق تربية ترتكز على قيم تعزز مبادىء الإحترام والقبول والرحمة والمساواة التي هي شرط أساسي لنموهم الفعلي. لذا، فإنه من الأهمية بمكان أن تقوم المدارس، رسمية كانت أو تابعة لديانة من الديانات، ببذل ما في وسعها لمؤازرة الأهالي على الإضطلاع بمهمتهم الدقيقة طبعاً والجميلة في آنٍ معاً وهي تربية أولادهم على مبادىء الخير والصحيح.

 6. لا يجوز الإستهانة بقدرة وسائل الإعلام على قولبة الأذهان، خصوصاً عند الشباب. ففي حين أننا نصبح أكثر وعياً للعناصر السلبية التي تنقلها وسائل الإعلام هذه، نرى أنه من الممكن تسجيل نتائج إيجابية أيضاً من خلال إنتاجات وبرامج تثقيفية رفيعة المستوى. فعندما يستخدم الأشخاص العاملون في وسائل الإعلام ضميرهم الأخلاقي يصبح من الممكن تبديد الجهل ونقل المعارف والمحافظة على القيم الإجتماعية وتقديم الحياة ببعدها المتسامي الناتج عن الطبيعة الروحية عند الشعوب أجمعين. ويمكن للمؤمنين أن يخدموا المجتمع على أفضل وجه من خلال المشاركة في هذه المشاريع لما فيه المصلحة العامة.

 7. وفي الختام، إن الهدف من التربية الحقيقية هو توجيه كل إنسان نحو الغاية الأسمى في الحياة، ما يحفزه أيضاً على خدمة الإنسانية المتألمة. عسى أن نواصل الإسهام في بناء السلام والوئام في المجتمع وفي العالم أجمع! ولمناسبة احتفالكم بهذا العيد نتوجه إليكم نحن الكاثوليك بأحرّ التهاني. ومرة جديدة: كل عيد وأنتم بخير!  

 رئيس المجلس الكردينال بول بوبار

 أمين سر المجلس المونسنيور لويجي شيلاتا

 

 

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير