رسالة بندكتس السادس عشر إلى الكاثوليك في الصين (3)

“الأسقف هو مبدأ الوحدة وأساسها المنظور في الكنيسة الخاصة الموكَلة إلى سلطته الراعوية”

Share this Entry

حاضرة الفاتيكان، 4 تموز 2007 (Zenit.org) – ننشر في ما يلي العدد 5  من القسم الأول من رسالة البابا بندكتس السادس عشر إلى الكاثوليك في الصين، موقّعة من البابا بتاريخ السابع والعشرين من مايو، يوم أحد العنصرة. وقد أصدرت دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي الرسالة يوم السبت 30 يونيو 2007.

الشركة بين الكنائس الخاصة في الكنيسة الجامعة

 
5. أيتها الكنيسة الكاثوليكية العزيزة في الصين، أنتِ قطيع صغير حاضر وناشط وسط شعب هائل يخوض غمار التاريخ. فكم هي محفّزة ومشجعة كلمات يسوع هذه لك: “لا تخف أيها القطيع الصغير، فقد حسن لدى أبيكم أن ينعم عليكم بالملكوت” (لو 12: 32)! “أنتم ملح الأرض… أنتم نور العالم”: إذاً، “هكذا فليضئ نوركم للناس، ليروا أعمالكم الصالحة، فيمجدوا أباكم الذي في السموات” (متى 5: 13، 14، 16).

في الكنيسة الكاثوليكية المتواجدة في الصين، تحضر الكنيسة الجامعة، كنيسة المسيح التي نقرّ بها في فعل الإيمان واحدة، ومقدسة، وجامعة، ورسولية، أي الجماعة الكونية لتلاميذ الرب.

وكما تعلمون، فإن الوحدة الراسخة التي تجمع الكنائس الخاصة الحاضرة في الصين والتي تربطها برابط شركة حميمة بالكنائس الخاصة الأخرى المنتشرة في العالم لهي وحدة متجذرة ليس في وحدة الإيمان وفي العماد المشترك فحسب بل وفوق كل شيء في الإفخارستيا والأسقفية. وتتواصل وحدة الأسقفية ومن ضمنها “الحبر الروماني، بوصفه خليفة بطرس هو المبدأ والأساس الدائم والمنظور” عبر العصور بفضل الخلافة الرسولية وهي تشكل أساس هوية الكنيسة في كل عصر من العصور التي بناها المسيح على بطرس وعلى الرسل الآخرين.

 تعلّمنا العقيدة الكاثوليكية أن الأسقف هو مبدأ الوحدة وأساسها المنظور في الكنيسة الخاصة الموكَلة إلى سلطته الراعوية. ولكن في كل كنيسة خاصة، ولكي تكون كنيسة بكل ما للكلمة من معنى، لا بدّ من وجود السلطة الكنسية العليا، أعني حلقة الأساقفة ورأسها أي الحبر الأعظم وفي شركة دائمة معه. وعليه، فإن سلطة خليفة بطرس ينتمي إلى جوهر كل كنيسة خاصة “من الداخل”. إلى ذلك، فإن شركة مختلف الكنائس الخاصة في الكنيسة الكاثوليكية الواحدة وبالتالي الشركة التسلسلية لكافة الأساقفة، خلفاء الرسل، مع خليفة بطرس هما ضمانة لوحدة كل الكاثوليك في الإيمان والعيش. لذا لا بدّ، من أجل صون وحدة الكنيسة في كافة الدول، من أن يكون كل أسقف في شركة مع بقية الأساقفة وأن يكونوا جميعهم في شركة واضحة وملموسة مع البابا.

 لا أحد غريب في الكنيسة، بل الكل هم أبناء الشعب نفسه، وأعضاء في جسد المسيح السري ذاته. وتشكل الإفخارستيا رابط الشراكة السرية بضمانة سلطة الأساقفة والكهنة.

 إن الكنيسة جمعاء الحاضرة في الصين مدعوة إلى أن تعيش هذه الوحدة وتظهرها في روحانية شركة أغنى تأخذ بعين الإعتبار الأوضاع الملموسة المعقدة التي تعيش في ظلها الجماعة الكاثوليكية فتنمو بدورها في شركة تسلسلية متسقة. لهذا السبب، إن الرعاة والمؤمنين مدعوون إلى الدفاع عما يتّصل بالعقيدة وبتقليد الكنيسة وإلى الحفاظ عليه.

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير