بكركي، 8 نوفمبر 2007 (zenit.org). – ننشر في ما يلي البيان الصادر عن لقاء المطارنة الموارنة الذين عقدوا اجتماعهم الشهري برئاسة البطريرك الماروني الكردينال مار نصرالله بطرس صفير.
“ان الوضع العام الذي يتخبط فيه لبنان لا يدعو الى راحة البال، وبخاصة الاستحقاق الرئاسي الذي ينتظره اللبنانيون وايديهم على قلوبهم لشدة ما بينهم من تجاذب بين جماعتي الموالاة والمعارضة. لذلك نكرر دعوتنا وبإلحاح الى تغليب روح الوفاق حتى يتم الاستحقاق في حينه بحسب الدستور اللبناني.
ان اصرار كلتا الجماعتين على موقفها يضع البلد بأكمله في مازق كبير، وشلل تام، وهذا من شأنه ان يعطل ليس النظام الديموقراطي الذي يتميز به لبنان وحسب، بل ان يودي بلبنان الى تفكك لم يسبق ان واجهه من قبل، وهذا مسؤول عنه، سواء الفريق الذي يتفرد ام الفريق الذي يقاطع عملية الانتخاب. وبعد، فالمسؤولية الاخيرة تقع على مجلس النواب، وهي مسؤولية تاريخية امام الله والضمير والوطن.
ان هذا الجو من القلق الذي يسود البلد حمل العديد من اللبنانيين، وبخاصة الشباب والفتيات من بينهم، وهم زبدة المجتمع اللبناني، الى الهجرة القريبة في البلدان العربية، ولكنها لا تلبث ان تصبح هجرة بعيدة تحملهم الى الولايات المتحدة وكندا واوستراليا، وهذا من شأنه ان يفرغ البلد من سكانه، سنة بعد سنة.
ان عامة الشعب في لبنان كفر بأهل السياسة. واصبح جل ما يهمه خبزه اليومي ورواتب ابنائه الدراسية، وهمومه اليومية بفعل موجة الغلاء المستفحلة وانتفاء فرص العمل والشلل الاقتصادي.
ان “السجن” الذي اجبر بعض النواب على الاقامة فيه، ولو فندق فنيسيا ذا الخمس نجوم، وهم في حالة خوف واضطراب ناهيك عن الذين لجأوا الى الاقامة خارج لبنان، كل هذا يدل على مدى التدهور الذي اصاب لبنان، والذي يجب الخروج منه في اقرب وقت، اذ اردنا ان نبقي على هذا البلد ونستعيد ماضيه الزاهر.
اما وقد بلغت الازمة ذروتها ، فيجب ان نوجه انظارنا الى السماء، بخاصة في هذه الفترة الفاصلة بيننا وبين الموعد الاخير للانتخاب الرئاسي، لنسأل الله بصلاة حارة ان ينير سبلنا وسبل ذوي الارادات الطيبة الى ما يجب ان نسلكه من طريق يفضي بنا الى خلاص مأمول”.