عقوبة الموت: المونسنيور ميليوري غداة التصويت على قرار الأمم المتحدة: "الكرسي الرسولي يطالب بحملة تحسيس حول الحق في الحياة

روما، 21 نوفمبر 2007 (ZENIT.org) – بعد اعتماد قرار تعليق عقوبة الإعدام في الأمم المتحدة، يشدد الكرسي الرسولي على ضرورة القيام بـ”عمل تثقيفي وحملة تحسيس حول الحق في الحياة في العالم أجمع”.

وغداة التصويت في الأمم المتحدة في نيويورك، على قرار يحثّ الدول على تعليق تنفيذ عقوبات الإعدام، أعرب المراقب الدائم للكرسي الرسولي لدى الأمم المتحدة في نيويورك، المونسنيور شيليستينو ميليوري، عن رضى البعثة الفاتيكانية في هذا الصدد.  

وقال المونسنيور ميليوري على أثير إذاعة الفاتيكان: “لقد رحبنا جميعاً به [القرار] بسعادة، وحتى بفرح عارم ورضى كبير. فهذا القرار، وبالرغم من محدودية مراميه، لا يمثل بعد إلغاءً لعقوبة الموت، بل مجرد وقف لتنفيذ الأحكام وله أهميته الخاصة. فهو إعلان عن إرادة سياسية، ولكنه ليس أداة قانونية ملزمة حتى الآن. بيد أنه يقدم إلى المجتمع الدولي قاعدة أكيدة لإجراء النقاشات وإطلاق المبادرات التي من شأنها أن تفضي إلى إلغاء نهائي لعقوبة الموت”.

وأردف المونسنيور مليوري قائلاً: “على القرار أن يمرّ من اللجنة الثالثة إلى الجمعية. يبدو أن ذلك لا يشكل مشكلة كبيرة، ولكن الصعوبة الحقيقية تتعلق بما سيكون لهذا القرار من وقع وأثر. ثمة عمل تثقيفي وحملة تحسيس حول الحق في الحياة لا بدّ من أن يجري في العالم أجمع”.

وفي ما خص ثقل دور الكرسي الرسولي على صعيد المجموعة الدولية في المواضيع المتعلقة بحقوق الإنسان والحق في الحياة، لفت المونسنيور ميليوري إلى أنه و”في هذه الحالة بالذات، شجّع وفد الكرسي الرسولي ودعم بطرق مختلفة جهود الوفود الحكومية التي عملت بالتعاون مع جمعيات مختلفة من المجتمع المدني على حمل راية هذه القضية”.  

 

Share this Entry

وكان المونسنيور دومينيك مامبرتي، أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان للعلاقات مع الدول، قد ذكّر خلال مداخلته في النقاش العام الذي جرى في الجمعية العامة منذ أكثر من شهر بأن إلغاء عقوبة الإعدام لن يصبح واقعاً فعالاً ومستداماً إلا على أساس احترام سياق الحق في الحياة في مختلف مراحلها. ومن المنطقي اليوم، عندما يتحدث الكرسي الرسولي عن مسائل أكثر جدلية –من قبيل مسألة الإجهاض-، أن نترجم مستوى الإصغاء بعدد الأصوات. ففي العادة، حتى التصويت ذاته يعكس رأي التشريعات الوطنية. ولكنني يمكنني أن أشهد على أن الكثير من الوفود تعرب عن سعادتها عندما يتناول وفد الكرسي الرسولي الكلمة هنا، في الأمم المتحدة، وهو الوفد الوحيد تقريباً الذي يتناول هذه المواضيع، لأنه يتحدث بصوت المنطق الذي يسمعه الكثيرون في داخلهم”.

وفي الختام، اعتبر المونسنيور ميليوري أن من شأن هذا التصويت أن يردّ بعض الإعتبار لمؤسسات الأمم المتحدة، وأضاف: “لا يخفى على أحد أن كل هذا الأخذ والرد لاعتماد هذا القرار قد بيّن مرةً جديدة أن النقص في القناعة بأهمية حماية الحياة في مختلف مراحلها، ولاسيما في المرحلة الأولى بعد الولادة، ومع اقتراب نهاية الحياة أيضاً، هو نقص حقيقي. وحول هذه النقطة، أعتقد أنه يتعين على الأمم المتحدة أن تمعن في التفكير وتكيف مبادراتها وقراراتها أيضاً، إذا ما أرادت أن تتمتع بمصداقية في مسألة احترام الحياة في مراحلها كافة. وفي هذا الشأن، التاريخ هو من سيحكم علينا وعلى هذه المؤسسة في نهاية الأمر”.

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير