وكان المونسنيور دومينيك مامبرتي، أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان للعلاقات مع الدول، قد ذكّر خلال مداخلته في النقاش العام الذي جرى في الجمعية العامة منذ أكثر من شهر بأن إلغاء عقوبة الإعدام لن يصبح واقعاً فعالاً ومستداماً إلا على أساس احترام سياق الحق في الحياة في مختلف مراحلها. ومن المنطقي اليوم، عندما يتحدث الكرسي الرسولي عن مسائل أكثر جدلية –من قبيل مسألة الإجهاض-، أن نترجم مستوى الإصغاء بعدد الأصوات. ففي العادة، حتى التصويت ذاته يعكس رأي التشريعات الوطنية. ولكنني يمكنني أن أشهد على أن الكثير من الوفود تعرب عن سعادتها عندما يتناول وفد الكرسي الرسولي الكلمة هنا، في الأمم المتحدة، وهو الوفد الوحيد تقريباً الذي يتناول هذه المواضيع، لأنه يتحدث بصوت المنطق الذي يسمعه الكثيرون في داخلهم”.
وفي الختام، اعتبر المونسنيور ميليوري أن من شأن هذا التصويت أن يردّ بعض الإعتبار لمؤسسات الأمم المتحدة، وأضاف: “لا يخفى على أحد أن كل هذا الأخذ والرد لاعتماد هذا القرار قد بيّن مرةً جديدة أن النقص في القناعة بأهمية حماية الحياة في مختلف مراحلها، ولاسيما في المرحلة الأولى بعد الولادة، ومع اقتراب نهاية الحياة أيضاً، هو نقص حقيقي. وحول هذه النقطة، أعتقد أنه يتعين على الأمم المتحدة أن تمعن في التفكير وتكيف مبادراتها وقراراتها أيضاً، إذا ما أرادت أن تتمتع بمصداقية في مسألة احترام الحياة في مراحلها كافة. وفي هذا الشأن، التاريخ هو من سيحكم علينا وعلى هذه المؤسسة في نهاية الأمر”.