(روبير شعيب)
الفاتيكان، 2 ديسمبر 2007 (ZENIT.org). – تحدث الأب الأقدس بندكتس السادس عشر قبيل تلاوة التبشير الملائكي عن معنى السنة الطقسية التي تبدأ اليوم، والتي تمحور سنة المسيح حول المسيح الذي “هو هو الأمس واليوم وإلى الأبد (راجع عب 13، 8)”، وأشار البابا إلى أن التاريخ بعكس ذلك يتغير دومًا وهو “يحتاج أن يتلقى إعلان البشرى السارة بشكل متواصل؛ يحتاج إلى أن يتجدد من الداخل، والجدة الحقة الوحيدة هي المسيح: هو ملء التاريخ، هو المستقبل النير للإنسان والعالم”.
وأشار البابا إلى أن أحد أهم مواقف المؤمن في التاريخ هو موقف الانتظار ورجاء اللقاء الرب، كما يقول المزمور: “أنا أنتظر الرب، ترجو نفسي كلمتَه. انتظار نفسي للرب أشد من انتظار الرقباء للصبح” (مز 129، 5- 6).
وقدم الأب الأقدس رسالته العامة الثانية التي كرسها لموضوع الرجاء المسيحي و عنوانها ” Spe salvi ” (مخلصون بالرجاء)، والتي تبدأ بكلمات القديس بولس: “لقد خلصنا بالرجاء” (رو 8، 24).
وشرح أسقف روما أنه في هذا المقطع، كما في سواه من نصوص العهد الجديد، “ترتبط كلمة “الرجاء” بشكل وثيق بكلمة “الإيمان”. إنها عطية تغير حياة من يتقبلها، كما تبرهن على ذلك خبرة الكثير من القديسين والقديسات”.
وتساءل البابا عن كنه الرجاء المسيحي وأجاب بالقول: “يتألف الرجاء في جوهره من معرفة الله، في اكتشاف قلبه الأبوي الصالح والرحيم”.
وتابع موسعًا: “بموته على الصليب وبقيامته، كشف لنا يسوع عن وجهه، وجه إله عظيم جدًا في المحبة لدرجة أنه يمنحنا رجاء لا يخيب، لا يستطيع حتى الموت أن يزعزعه، لأن حياة من يثق بهذا الآب تنفتح على أبعاد الطوباوية الأبدية”.
وفي ختام كلمته أوضح بندكتس السادس عشر أن الرجاء كالإيمان، “تبرهن عنه المحبة”.