الباب يعرض مريم كـ "نجمة الرجاء" في بحر هذا العالم

(روبير شعيب)

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

روما ، 10 ديسمبر 2007 (Zenit.org). – قام الأب الأقدس بندكتس السادس عشر بتقديم التكريم التقليدي لتمثال العذراء مريم، سيدة الحبل بلا دنس، في ساحة اسبانيا (بياتزا دي سبانيا) في وسط مدينة روما، وذلك بعد ظهر نهار السبت 8 ديسمبر 2007.
وفي حديثه إلى المؤمنين الذين احتشدوا في الساحة تحدث الأب الأقدس عن شخصية مريم وعن دورها كنموذج وكـ “نجمة رجاء” في مسيرة العالم.

وأشار الأب الأقدس إلى أن مريم تواكب مسيرة الإنسانية، وتعي الصعوبات التي نعيشها لأنها كأم شاركت كل امرأة وربة عائلة أتعاب الحياة اليومية.

وتستطيع مريم أن تفهم ألمنا لأنها عاشت الألم بطريقة شخصية وعميقة، فهي قد “خاضت حجها الأرضي مستندة على إيمان لا يتزعزع، ورجاء لا يتقوض وحب متواضع ولامحدود، سائرة على خطى ابنها يسوع. لقد وقفت بجانبه بثبات منذ الولادة وحتى الجلجلة، حيث شاركت في حدث الصلب وقد صعقها الألم، إلا أنها بقيت وطيدة الرجاء. ومن ثمّ، اختبرت فرح القيامة، في فجر اليوم الثالث، اليوم الجديد، عندما خلّى المصلوب القبر ظافرًا للأبد وبشكل نهائي على سلطان الخطيئة والموت”.

وانطلاقًا من هذا الرجاء الذي عاشته مريم، دعا البابا العالم بأسره والثقافات كلها إلى تقبل “رسالة النور والرجاء” التي تقدمها لنا مريم “أم البشرية جمعاء”.

وتساءل البابا: “إذا كانت الحياة مسيرة، وغالبًا ما تكتنف هذه المسيرة الظلماتُ، والصعوبات الإرهاق، أية نجمة قطبية تستطيع تنويرها؟”، وانطلق بالجواب من رسالته العامة “مخلصون بالرجاء”، حيث أشار أن الكنيسة تنظر إلى مريم وتدعوها باسم “نجمة الرجاء” (عدد 49). وأردف قائلاً: “في رحلتنا في لجة بحر التاريخ، نحتاج إلى “أنوار الرجاء”، إلى أشخاص يستمدون النور من المسيح “ويقدمون بهذا الشكل هديًا لعبورنا” (المرجع نفسه). ومَن أفضل مِن مريم يستطيع أن يكون “نجمة الرجاء”؟”

وتابع القول: “بنَعَمها، وبالهبة السخية لإرادتها التي تلقتها من الخالق، سمحت مريم لرجاء آلاف السنين أن يصبح حقيقة، وأن يلج في هذا العالم وفي تاريخه. بواسطتها صار الله جسدًا، صار واحدًا منا، ونصب خيمته في وسطنا.

وفي الختام وجه الباب تحية إلى المؤمنين المجتمعين في مزاري لورد وفورفيار (ليون) المريميين، والذين كانوا على اتصال مع ساحة اسبانيا في روما عبر التلفزيون.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير