بحسب رئيس الأساقفة رافازي
ليشبونة – البرتغال، الجمعة 27 يونيو 2008 (Zenit.org). – الكتاب المقدس “هو أحد المراجع الأساسية ليس فقط لإيماننا بل أيضًا لحضارتنا”، هذا ما صرح به رئيس المجلس الخبري للثقافة، حيث ألقى محاضرة نهار الجمعة الماضي في الجامعة الكاثوليكية البرتغالية بعنوان: “الكتاب المقدس، الشيفرة الكبرى للثقافة الغربية”.
اعتبر رئيس الأساقفة جان فرانكو رافازي الكتاب المقدس بالنسبة للحضارة الغربية “كعنصر نبيوي في الفن، والأخلاق، والمجتمع”.
“الكتاب المقدس هو الكون الذي عمل فيه الأدب والفن الغربي حتى القرن السادس عشر، وما زال”.
وقدم رافازي 3 نماذج تقدم “هذا التأثير العظيم”، الأول هو “تفسيري ومجدد”: حيث يتم اعتبار النص والرمز الكتابي في الأبعاد التاريخية والثقافية المختلفة.
النموذج الثاني هو “إعادة تركيب المعطيات البيبلية بشكل غريب، يمكننا وصفه أيضًا بالمنحط”، وأشار رافازي أن هذا النموذج قد تحقق أيضًا في صلب اللاهوت وعلم التفسير الكتابي مولدًا الكثير من سوء الفهم والانحرافات التفسيرية. ففي هذا النموذج هناك خطر سوء استخدام النص الكتابي لبناء أخبار وتركيب معانٍ جديدة، وهي ظاهرة تطَبَّق على عدة شخصيات كتابية.
أم النموذج الثالث، فهو “نموذج التجلي”، والذي يظهر عندما “يجعل الفن أصداء النص الكتابي الخفية ظاهرة، معيدًا كتابتها بكل نقاوتها، ومولدًا قدرة خلاقة يحوزها العلم التفسيري الحديث بصعوبة جمة.
هذا النموذج الثالث كان مصدر وحي الموسيقى العظمى، في الفترة التاريخية بين القرن السادس عشر والثامن عشر، وقد تخطت هذه الموسيقى الفن التصويري في تفسير الكتاب المقدس.
وأعطى رافازي أمثلة مثل كاريسيمي، مونتفردي، شوتز، باخ، فيفالدي، تيليمان، كوبرين، شاربنتيه، هندل، هايدن، موزارت، وبروكنر…
ثم استشهد رافازي في الختام بكلمات الشاعر الألماني العظيم غوتي الذي كان يقول: “المسيحية هي لغة أوروبا الأم”.