عظة البطريرك برتلماوس الأول بمناسبة عيد القديسين بطرس وبولس

حاضرة الفاتيكان، 2 يوليو 2008 (ZENIT.org) – ننشر في ما يلي عظة البطريرك الأرثوذكسي برتلماوس الأول خلال الذبيحة الإلهية التي احتفل بها في ساحة القديس بطرس بمناسبة عيد القديسين بطرس وبولس يوم الأحد الفائت.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

 

صاحب القداسة

 بعد اختباري مجدداً في نوفمبر 2006 فرح وانفعال المشاركة الشخصية والمباركة لقداستكم في العيد الشفيعي للقسطنطينية، ذكرى القديس أندراوس، الرسول الذي دعاه المسيح أولاً، انطلقت “بخطوة سعيدة” من فنر في روما الجديدة، لأشارككم بفرحكم في العيد الشفيعي لروما القديمة. وقد جئنا إليكم “بملء بركة إنجيل المسيح” (روما 29:15)، لإعادة الاحترام والمحبة، وللاحتفال مع أخينا الحبيب في بلاد الغرب “بالرسولين الواثقين الملهمين، قائدي تلامذة الرب”، الرسولين المقدسين بطرس، أخ أندراوس، وبولس – الركيزتين الأساسيتين العظيمتين في الكنيسة جمعاء الممتدة إلى السماء، اللذين قدما أيضاً في هذه المدينة التاريخية، الاعتراف الأكثر تألقاً بالمسيح، كما قدما روحهما إلى الرب هنا من خلال الشهادة، واحد على الصليب والآخر بالسيف، ليقدسا هذه المدينة.

 نوجه تحية محبة عميقة ومخلصة، باسم كنيسة القسطنطينية المقدسة، وأبنائها حول العالم، إلى قداستكم، أخينا الحبيب، مع التمني النابع من القلب “إلى جميع من هم في روما أحباء الله” (روما 7:1)، بالصحة الجيدة، والسلام، والنجاح، والتقدم ليلاً نهار نحو الخلاص “كونوا ملتهبين في الروح، عبيداً خادمين للرب، فرحين بالرجاء، صابرين في الضيق، مواظبين على الصلاة” (روما: 11:12-12).

 صاحب القداسة، نحن في الكنيستين، نجل كما ينبغي ونكرم كثيراً بطرس – هو الذي قام بالاعتراف الخلاصي بألوهية المسيح، مثله مثل بولس – شريان الاختيار، الذي أعلن هذا الاعتراف وهذا الإيمان إلى نهاية الكون، في وسط أكبر الصعوبات والمخاطر التي يستحيل تصورها. ومنذ سنة الخلاص 258، احتفلنا بذكراهما في الغرب والشرق في 29 يونيو. نحن في الشرق نعد أيضاً لهذا العيد بصوم في الأيام السابقة تكريماً لهما، وذلك وفقاً لعادات الكنيسة القديمة. وللتشديد على أهميتهما المتساوية، لا بل أيضاً على حجمهما في الكنيسة، وعلى عملهما التجديدي والخلاصي على مر القرون، يكرمهما الشرق بأيقونة إما يحمل فيها كل واحد منهما سفينة صغيرة بين يديه، ترمز إلى الكنيسة، وإما يتعانقان ويتبادلان القبلة في المسيح.

 وحقاً، هذه هي القبلة التي جئنا نتبادلها معكم، مع قداستكم، بالتشديد على الرغبة والمحبة الغيورتين في المسيح، الأمرين المتصلين جداً ببعضهما البعض.

 إن الحوار اللاهوتي بين كنيستينا “بالإيمان، والحق، والمحبة”، يتقدم بفضل المعونة الإلهية، على الرغم من المصاعب الكبيرة الموجودة، والمشاكل المعروفة. ونحن نرغب بحق، ونصلي بحرارة، من أجل أن يتم تذليل هذه الصعاب، وأن تختفي المشاكل في أقرب وقت ممكن، بغية الوصول إلى هدفنا المرجو الأخير لمجد الله.

 ونعلم جيداً أن هذه أيضاً رغبتكم، كما أننا واثقون أن قداستكم لن تهمل شيئاً، بالعمل شخصياً، مع معاونيكم البارعين، من خلال تمهيد مثالي للطريق نحو تحقيق إيجابي لأعمال الحوار، إن شاء الله.

 صاحب القداسة، لقد أعلنا أيضاً سنة 2008 “سنة الرسول بولس” بمناسبة مرور ألفي سنة على ولادة الرسول العظيم. وفي ما يتعلق بوقائع الاحتفال بالعيد، الذي كرمنا فيه أيضاً المكان الذي استشهد فيه القديس بولس بالتحديد، نخطط، إضافة إلى أمور أخرى، للقيام بزيارة حج إلى بعض النصب التذكارية للنشاط الرسولي الذي قام به الرسول في الشرق: إلى أفسس، برجة، وغيرهما من المدن في آسيا الوسطى، وأيضاً إلى رودس وكريت، المكانين المسميين “بالمرفأين الجيدين”. صاحب القداسة، كونوا واثقين أنكم ستكونوا حاضرين معنا في هذه الرحلة، ماشين معنا بالروح، وأننا سنقدم في كل مكان صلاة حارة لكم، ولإخوتنا في الكنيسة الكاثوليكية الرومانية الموقرة، طالبين لكم بحرارة شفاعة بولس الإلهية مع الرب.

 
الآن، بإجلال آلام وصليب بطرس، ومعانقة سلاسل وندبات بولس، وبتكريم شهادة واستشهاد وموت الاثنين في سبيل الرب، الموت الذي يؤدي إلى الحياة الحقيقية، نمجد الله الثالوث، ونطلب إليه، بشفاعة القديسين بطرس وبولس، رسوليه، أن يمنحنا مع جميع أبنائه في الكنيسة الكاثوليكية الرومانية والأرثوذكسية حول العالم، “وحدة الإيمان، والاتحاد بالروح” “برباط السلام”، وأن ينعم علينا بالحياة الأبدية والرحمة الواسعة. آمين

 
نقلته من الإنكليزية إلى العربية غرة معيط

      

         

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير