الحياة تتدفق من موت الابن

 
إن التسامح الذي يسمح بالله كرأي خاص، ويرفضه في الإطار العام، في إطار واقع العالم وحياتنا، ليس تسامحًا بل مرائية. من غير الممكن أن يسود العدل عندما يُنصّب الإنسان نفسه ربًا للعالم وسيدًا لنفسه. فما يسود هناك هو فقط رغبة السيطرة والمصالح الخاصة. بالطبع، بإمكان الإنسان أن يطرد "الابن" من الكَرْم وأن يقتله، لكي يتذوق وحده بأنانية ثمار الأرض. من موت الابن تتدفق الحياة، ويرتفع بناء جديد، تنمو كرمة جديدة. هو الذي حوّل الماء خمرًا في قانا، حوّل دمه إلى خمر الحب الحق، وهو يحوّل الخمر إلى دمه. في العلية استبق يسوع موته، وحوله إلى هبة ذات عبر فعل حب جذري. دمه هبة، هو الحب، وبالتالي هو الخمر الحق الذي انتظره الخالق. بهذا الشكل يُضْحي المسيح نفسه الكرمة، وهذه الكرمة تحمل الثمر الجيد دومًا: أي حضور حبه لنا الذي لا يمكن أن يفسد. من هذا الموت تفيض الحياة، لأن يسوع حول هذا الموت إلى تضحية، إلى فعل حب، وبالتالي حوله بالعمق: لقد غلب الموت بالحب. يجتذبنا يسوع إلى ذاته في الافخارستيا، على الصليب (راجع يو 12، 32) ويجعل منا أغصانًا في الكرمة التي هي المسيح بالذات. إذا أقمنا فيه، فسنحمل ثمرًا نحن أيضًا، ولن ننتج من بعد خلّ الاكتفاء بالذات، والتذمر من الله ومن خليقته، بل الخمر الجيد في التنعم بالله وفي محبة القريب.