التاسع عشر من يوليو

روما، السبت 19 يوليو 2008 (zenit.org). –  ننشر في ما يلي تأمل اليوم التاسع عشر من يوليو للبابا بندكتس السابع عشر، من كتاب "بندكتس".

 محبة القديس بندكتس للمسيح

 أود أن أسلط الضوء على بعد خاص لروحانية القديس بندكتس. فبندكتس، خلافًا لغيره من الرهبان المرسلين العظام في زمانه، لم يؤسس جماعة رهبانية هدفها الأول هو تبشير الشعوب البربرية؛ بل وجّه أتباعه إلى البحث عن الله كهدف الحياة الأساسي، والأوحد والوحيد: "Quaerere Deum" (البحث عن الله). ولكنه وعى أنه عندما يدخل المؤمن في علاقة عميقة من الله، لا يمكنه أن يكتفي بحياة فاترة تحت راية الحد الأدنى من الأخلاق والسطحية الدينية. على ضوء هذه الحقيقة، يمكننا أن نفهم بشكل أفضل التعبير الذي استعاره بندكتس من القديس قبريانوس، والذي لخصه في "القانون" (4، 21)، كبرنامج حياة الرهبان: "Nihil amori Christi praeponere"، "عدم تفضيل شيء البتة على محبة المسيح". هذا هو كنه القداسة، وهو مقصد سليم لكل حياة مسيحية وقد بات اليوم حاجة رعوية طارئة، عندما نشعر بحاجة أن نرسي حياتنا وتاريخنا على مراجع روحية سليمة. إن مريم الكلية القداسة هي نموذج سامٍ وكامل للقداسة المعاشة في شركة مستديمة وعميقة مع المسيح. لنطلب شفاعتها، مع شفاعة القديس بندكتس، لكي يضاعف الرب في أيامنا أيضًا عدد الرجال والنساء، الذين عبر الشهادة لإيمان مستنير في حياتهم، يستطيعون أن يكونوا ملح الأرض ونور العالم في هذه الألفية الجديدة.