قوة الاعتراف
يعتبر البعض أن المسيحية قد أثقلت كاهل الناس بإحساس الذنب وأنها حولت استعمال هذا الأمر كوسيلة للسيطرة عليهم. بالطبع، من الممكن إساءة استعمال الإحساس بالذنب. ولكن إخماد القدرة للتعرف على الذنب هي أمر أسوأ بكثير، إذ يصبح الإنسان متحجرًا ومريضًا من الداخل. فكروا فقط بالمرحلة اللاحقة، بنوع من عدم القدرة على التعرف على الذنب… يمكننا احتمال القدرة على الاعتراف بالذنب، ويمكن تنميتها في حال توفر الشفاء أيضًا. والشفاء بدوره ممكن فقط عندما يتوفر الحل. بإمكان الطب النفسي أن يساعدنا كثيرًا في وعي الاتصالات السيئة في البنية النفسية، وفي تصحيحها، ولكنه لا يستطيع أن يتجاوز الإحساس بالذنب. ففي هذا المقام يتخطى ميدان قدراته، ولهذا السبب يبوء غالبًا بالفشل. فقط السر، أي سلطان الله، يستطيع حقًا أن ينتصر على الذنب. يجب أن نصرح، على كل حال، أن الناس في عصرنا الفرداني يجدون صعوبة وافرة في تخطي عتبة الاعتراف الفردي. ولكن عندما يقودنا روح الإيمان، نستطيع أن نتعلم القيام بهذا الأمر من جديد. فوق كل شيء، ليس الاعتراف إقرارًا بالذنب أمام كائن بشري، بل بحضرة الله، وبما أنه يُختتم بكلمات الغفران – وربما أيضًا بكلمات الإرشاد، فهذا الأمر يساعدنا على تخطي نتائج الذنب اللاحقة.