في الرياضة الروحية إلى الأساقفة الإسبان
بقلم ميريم دييز بوش
روما، الجمعة 11 يوليو 2008 (Zenit.org
هذا ما صرح به الأسقف راوول برذوسا في معرض الرياضات الروحية التي وعظها بحضرة أساقفة اسبانيا، والتي نشرت في كتاب بعنوان: “الصلاة مع القديس إيريناوس” (Orar con San Ireneo).
يتحدث أسقف أوفييدو المعاون في الكتاب عن أهمية الرجوع إلى آباء الكنيسة كونهم “البوصلة” التي تعيد للمسيحية جوهرها.
بالحديث عن القديس إيريناوس، يقول الأسقف أن الآباء يحملون إلى عالمنا المعاصر 3 عناصر أساسية: “يذكرنا في المقام الأول بأن الكنيسة التي كانت تعيش في بيئة وثنية عرفت أن تعلن الإنجيل بنضارة بالغة. وكانت مدعاة إيمان جديرة”.
في المقام الثاني، “الآباء هم بوصلة أكيدة، على الصعيدين العقائدي والأخلاقي، لكي لا نتوه في عادات قد تبدو مسيحية، ولكنها كذلك فقط في الظاهر”.
وأخيرًا، يكشف لنا آباء الكنيسة أن “المسيحية ليست نظرية، أو إيديولوجية، أو طوباوية وأفكار جميلة، بل هي حياة وشهادة أشخاص”.
وفي وجه ضياع الحقيقة المسيحية، اقترح الأسقف إعادة اكتشاف “مسحة الجسد بواسطة الروح” أي “إعادة اكتشاف القيمة السامية التي يتمتع بها كل منا، والبشرية بأسرها: فنحن مُرادون ومحبوبون من الله؛ والغاية من وجودنا هي أن نعانق بجسدنا الله بالذات، أن نراه بعيوننا، وأن نشعر به في قلبنا”.
“أن نكون مسيحيين يعني أن نختبر في كياننا كل ما نحن، الذي هو ما اختبره يسوع في إنسانيته بفضل الروح القدس: من التجسد حتى القيامة. المسيحية تؤله، تمنح الملء، وتمجد”.
في وجه التهم التي يوجهها البعض إلى المسيحية بأنها عدوة الجسد، تحدث برذوسا عن النظرة الأنتروبولوجية الآبائية التي تؤكد أن الإنسان هو وحدة لا فصل فيها بين الروح والجسد.
واستشهد أخيرًا بالبابا بندكتس السادس عشر الذي ذكر بمعنى إعادة اكتشاف وتقييم الخليقة عبر حركة مثلثة: “المسيحية، تتجسد (تعتنق)، تطهر (تفدي)، وترفع (وصولاً إلى “التأليه”، إلى جعل الخليقة جديرة بالله، وخصوصًا الشخص البشري). هل هناك أمر أجمل من هذا، وأمر يستحق أن يستثمر فيه المرء جهوده؟”.