لنتأمل مع بندكتس

الحادي عشر من يوليو

روما، الجمعة 11 يوليو 2008 (zenit.org). –  ننشر في ما يلي تأمل اليوم الحادي عشر من يوليو للبابا بندكتس السابع عشر، من كتاب “بندكتس”.

 

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

الرائون المرشدون

 عبر مسيرة طويلة وعسيرة بدأت في مغارة بالقرب من سوبياكو، ارتقى الرجل بندكتس الجبل ووصل إلى البرج. كانت حياته عبارة عن تسلق داخلي، خطوة تلو الأخرى، في “السلم العامودي”. لقد بلغ البرج، ومن ثم “العلية”، التي باتت تُفهَم منذ زمن أعمال الرسل كرمزٍ للتحرر والنهوض، والخروج من عالم الانهماك بالأشياء. يقف بندكتس أمام النافذة – لقد بحث عن المكان الذي يستطيع منه أن ينظر إلى الخارج، ووجده؛ مكانًا حيث بات جدار العالم منفتحًا، وبالتالي يستطيع أن ينظر إلى الأفق المنشرح. إنه واقف. في التقليد الرهباني، يشير الرجل الواقف إلى رجل استقام من الانحناء والانطواء، ولذا لا يستطيع أن ينظر إلى الأرض، بل قد توصل إلى وقفة مستقيمة تمكنه من النظر إلى العلاء. وبالتالي يضحي بصيرًا. ليس العالم هو الذي أضحى ضيقًا، بل هي النفس التي باتت مشَرّعة، لأنها لم تعد مأخوذة بالأمور المحدودة، لم تعد تنظر إلى الأشجار فتغفل عن رؤية الغابة، بل باتت ترى الكلّ. لا بل أفضل من ذلك، تستطيع النفس أن ترى الكل لأنها تنظر إليه من العلاء، وتستطيع أن تحوز على نقطة الامتياز هذه لأنها نمت داخليًا وباتت عظيمة… يجب على بندكتس أن يقف أمام النافذة. يجب أن ينظر إلى الخارج. وعندها يستطيع نور الله أن يلمسه؛ يستطيع أن يتعرف على هذا النور وأن يحوز على النظرة الشمولية الحقة… إن هؤلاء الرجال العظام الذين، بواسطة الصعود الصبور والتطهير المتكرر الذي تلقوه في حياتهم، باتوا رائين، وبالتالي، مرشدين للعصور وعليه فَهُم مهمين بالنسبة لنا اليوم.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير