الليتورجية والجماعة
لقد تذكرنا مرة أخرى أن الافخارستيا، كانت تدعى في لغة الكنيسة القديمة، من بين الأسماء العدة، “synaxis“، اللقاء سوية، الجماعة. تجذب البشر وتربطهم سوية، توحدهم، وتبني الجماعة. بدورها تختبر الجماعة الافخارستيا كاكتمال، كمحور حياتها، كواقع تشترك فيه بكليتها. كل هذا صحيح، ولكن يجب أن نذكر أن الهدف من اللقاء سوية هو أوسع بكثير من الجماعة المنفردة… الجماعة التي يدعونا يسوع إليها هي جماعة كل أبناء الله. لا يجمع الرب الجماعة الرعوية لكي يغلقها على ذاتها، بل لكي يفتحها. والإنسان الذي يسمح للرب أن “يجمعه” هو إنسان غاص في النهر الذي سيجره إلى ما وراء حدود ذاته. أن نكون مع الرب يعني أن نكون على استعداد أن نبحث معه عن كل أبناء الله. مِن أَحَبّ المواضيع في أيامنا هذه أن الكنيسة هي “حيث ما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي”، ولكن العكس صحيح أيضًا: الجماعة تكون فقط “مع الرب”، و “مجتمعة باسمه” وهناك شرط أن تكون متحدة بالكنيسة، وجزءًا متكاملاً من الكل. ليست الجماعة هي التي “تخلق” الليتورجية، بل تتلقاها من الكل، بالشكل عينه الذي تتلقى فيه ذاتها، كجماعة من الكل. ويمكنها أن تبقى جماعة كنسية فقط عبر هبة نفسها باستمرار للالتزام بالكل.