الرابع عشر من يوليو
روما، الأحد 14 يوليو 2008 (zenit.org). – ننشر في ما يلي تأمل اليوم الرابع عشر من يوليو للبابا بندكتس السابع عشر، من كتاب "بندكتس".
لماذا الإصغاء هو جزء من الحياة؟
لا يليق بالإنسان أن يسعى ليكون مكتفيًا بذاته، بل يجب عليه أن يتحلى بتواضع التعلُّم، وقبول الأمور – "أمل رأسك". ينبغي أن يجد السبيل ليستجيب لدعوة الإصغاء. والإصغاء لا يعني سماع ما يجري، بل الإصغاء للأعماق وللأعالي، لأن ما يقوله المعلم هو تطبيق جذري للكتاب المقدس، تطبيق للشريعة الأساسية للوجود البشري ... يمكننا أن نرى في قانون القديس بندكتس كيف أن ما هو إنساني حقًا، لا يذبل أبدًا. كل ما يأتي بحق من عمق كياننا يبقى مشورة حياة دائمة الأهمية... ربما بدأنا نرى أن الحرية من العمل، تلك الحرية التي هي عطية خِدمة الله، أي الخروج من عقلانية الفعالية، هي ما نحتاجه حقًا. وأن الإصغاء – لأن خدمة الله هي إلى حد كبير مسألة استسلام وإصغاء لله – يجب أن يكون جزءًا من الحياة. وتماماً كما يرتبط بانسجام الانضباط، ، والمقياس العادل، والنظام، كما وترتبط الطاعة بالحرية، بالشكل عينه، التسامح بروح الإيمان ليس فقط بندًا أساسيًا في أية جماعة الرهبانية، بل كل هذه الأمور هي أساسية لبناء أي مجتمع وكل المجتمعات. هذا هو القانون الذي ينبع مما هو إنساني فعلاً، وقد تمكن من صياغة ما هو إنساني حقًا لأنه تطلع وأصغى إلى ما وراء ما هو إنساني، وحدس ما هو إلهي. يضحي الإنسان إنسانًا حقًا عندما يلمسه الله.