ويعبر عن تفاؤله بمستقبل الكنيسة
بقلم غرة معيط
سيدني، أستراليا، 14 يوليو 2008 – أعلن بندكتس السادس عشر عن تفاؤله بمستقبل الكنيسة في الغرب خلال الرحلة التي استغرقت حوالي عشرين ساعة من روما إلى سيدني في نهاية الأسبوع الماضي.
يوم الأحد، وبعد سفر 16.418 كلم (10.201 ميل)، وصل البابا إلى قاعدة القوات الجوية الملكية الأسترالية ريتشموند، الواقعة شمال غرب سيدني، في حوالي الساعة الثالثة من بعد الظهر بحسب التوقيت المحلي.
حضر الأب الأقدس إلى أستراليا ليترأس يوم الشبيبة العالمي الذي سيعقد من 15 ولغاية 20 يوليو في سيدني. وقد كان من بين المرحبين به رئيس الحكومة كيفين رود، والكاردينال جورج بيل، رئيس أساقفة سيدني.
خلال الرحلة البابوية، تحدث البابا مع الصحفيين لمدة عشرين دقيقة أجاب فيها عن خمسة أسئلة. وبسؤاله عن وضع الكنيسة في أستراليا، أجاب بندكتس السادس عشر بأنه “متفائل”.
وتابع البابا قائلاً: ” بدأنا نفهم الآن، في هذا الوقت التاريخي، أننا بحاجة إلى الله. وأستراليا، بشكلها التاريخي، هي جزء من عالم الغرب.”
“لقد شهد عالم الغرب خلال السنوات الخمسين الماضية، نجاحاً كبيراً، نجاحاً اقتصادياً وتكنولوجياً، ولكنه عرف إبعاداً للدين”.
وأكد قائلاً: “إن الله هو بالأساس في قلوب البشر، ولا يمكنه أبداً أن يزول”.
الشفاء
قال البابا أنه يسعى خلال وجوده في أستراليا، إلى العمل على “شفاء ومصالحة ضحايا” الاعتداءات الجنسية التي ارتكبها رجال الدين الكاثوليك هناك، كما فعل عندما زار الولايات المتحدة في أبريل.
وأضاف الأب الأقدس أن الاعتداء الجنسي “يتعارض مع السلوك” المطلوب من الكهنة.
كما قال: “يجب علينا أن نساعد الكهنة على التقرب من المسيح، للتعلم منه. سوف نقوم بما في وسعنا لإيضاح تعاليم الكنيسة، وسوف نساعد في التثقيف والإعداد للكهنوت، الإعداد الدائم”.
“من المهم للكنيسة أن تصلح، وتمنع، وتساعد، وترى الإثم في هذه المشكلة”.
وبسؤاله عن التغير المناخي، شدد بندكتس السادس عشر على الحاجة إلى “إعادة إيقاظ ضمائرنا”. وطلب إلى الكاثوليك إيجاد “طريقة عيش تخفف من حدة المشاكل التي تتعرض لها البيئة”.
وأضاف البابا: “أريد أن أحثكم على إعادة اكتشاف مسؤولياتنا، وإيجاد طريقة أخلاقية لتغيير طريقة عيشنا، وطرق لمواجهة هذه التحديات الكبيرة”.
استمرار سريان المفعول
وعند سؤاله عن آماله لأيام الشبيبة العالمية، قال البابا أنه يعتبر صيغة تجمعات الشبيبة التي بدأها البابا يوحنا بولس الثاني، ما تزال سارية وقائمة في أيامنا الحالية، مضيفاً أنه على ثقة من أن الحدث سوف يساعد الشبيبة على عيش إيمان ناضج.
كما عقب البابا على قرار السينودس العام لكنيسة إنكلترا الذي سمح الأسبوع الفائت بالسيامة الأسقفية للنساء. وأكد الأب الأقدس على صلواته من أجل المشاركين في مؤتمر لامبث، الاجتماع الذي يعقده الاتحاد الأنغليكاني كل عشر سنوات، والمزمع افتتاحه يوم الأربعاء.
وقد رافق الأب الأقدس 72 مسافراً على متن الرحلة البابوية، منهم 27 عضواً من المحيط البابوي، 43 عضواً من فريق الإعلام المفوض من الفاتيكان، ومساعدان.
هذه هي الرحلة العالمية التاسعة في خدمة بندكتس السادس عشر الرسولية، وهذا هو لقاء الشبيبة الثاني الذي يترأسه، بعد أن كان الأول في كولونيا، ألمانيا، سنة 2005.
مخطط الرحلة
سوف يقيم بندكتس السادس عشر لثلاثة أيام في مركز دراسات كانثرست الذي تديره أوبس داي، والواقع في شمال غرب سيدني.
وينتقل إلى كاتدرائية سيدني قبل المباشرة ببعض اللقاءات الكثيفة مع الشبيبة.
أما الحدث البابوي العام الأول، سيكون حفل ترحيب في مقر الحكومة في سيدني يوم الخميس، يزور بعده الأب الأقدس الكنيسة التذكارية لماري ماكيلوب المباركة.
وفي فترة ما بعد الظهر، سوف يركب البابا على متن سفينة “سيدني 2000″، ويسافر بحراً إلى مرفأ إيست دارلينغ في بارنغارو، حيث سيلقي كلمته الأولى إلى الحجاج الشباب.
هذا ويجتمع البابا يوم الجمعة مع قادة الحكومة، ليشارك لاحقاً في اجتماع مسكوني، يعقد في قاعة كاتدرائية القديسة مريم. كما يجتمع مع أربعين ممثلاً عن ديانات أخرى.
ويحتفل يوم السبت بالقداس الإلهي مع أساقفة، وإكليريكيين، ومبتدئين، ومبتدئات أوستراليين، ويكرس المذبح الجديد. وفي فترة ما بعد الظهر، يترأس الأب الأقدس صلوات المساء الخاصة بيوم الشبيبة العالمي.
أخيراً، يتوج الحدث الذي يستمر أسبوعاً، باحتفال بالذبيحة الإلهية في الهواء الطلق في 20 يوليو في حلبة راندويك. ومن المتوقع حضور 500000 شخص.