وتطرق السؤال الثاني الذي طرحه صحافي استرالي من جريدة ” The Australian Newspaper” إلى مستقبل الكنيسة في استراليا، والتي يعتبر مجتمعها من أكثر المجتمعات عولمة في العالم. وسأل الصحافي البابا عما إذا كان قلقًا بشأن إمكانية اتباع كنيسة استراليا مسيرة الانحطاط الأوروبية.
انطلق البابا في جوابه من الإشارة إلى امتثال استراليا لما يسمى “العالم الغربي”، اقتصاديًا وسياسيًا، وبالتالي ” من الواضح أن تتقاسم استراليا نجاحات ومشاكل العالم الغربي”. فالعالم الغربي عاش نحو 50 سنة من النجاح الاقتصادي، ولكن الدين فيه يمر بأزمة كبيرة. “وهذا واضح لأننا نشعر وكأننا لسنا بحاجة إلى الله، إذ يمكننا أن نفعل كل شيء من تلقاء ذاتنا، ولا نحتاج لله لنكون سعداء، ولا نحتاج لله لنخلق عالمًا أفضل”.
“من ناحية أخرى، نرى أن الدين حاضر دومًا في العالم، وسيبقى حاضرًا دومًا لأن الله حاضر في قلب الكائن البشري ولا يمكنه أن يختفي. يمكننا أن نرى كيف أن الدين هو حقًا قوة في العالم وفي دوله”.
واعتبر الأب الأقدس أننا لسنا بصدد “انحطاط” بل “أزمة”، لأن الإيمان يظهر بأشكال مختلفة، و “في هذه الحقبة التاريخية بدأنا نفهم مدى حاجتنا إلى الله. فنحن نستطيع أن نقوم بأشياء كثيرة، ولكننا نعجز عن خلق مناخنا. توهمنا أننا نستطيع القيام بذلك، ولكننا لم نستطع. نحن بحاجة لهبة الأرض، لهبة الماء، نحن بحاجة للخالق؛ الخالق يعاود الظهور في خليقته”.
وأشار الأب الأقدس أن الإيمان سيواجه أزمة في العالم الغربي، و”لكن سيكون هنالك دومًا نهضة إيمان، لأن الإيمان المسيحي هو حقّ ببساطة، والحقيقة ستبقى أبدًا حاضرة في العالم الإنساني”، ولهذا السبب عبّر الأب الأقدس عن “تفاؤله” بشأن مستقبل الإيمان.