الخامس عشر من يوليو
روما، الثلاثاء 15 يوليو 2008 (zenit.org). – ننشر في ما يلي تأمل اليوم الخامس عشر من يوليو للبابا بندكتس السابع عشر، من كتاب “بندكتس”.
الافخارستيا قوة موحِّدة
تجمع الافخارستيا شعب الله؛ وتقيم بين البشر علاقة دموية، اشتراكًا في الدم، مع يسوع المسيح، ومن ثم، مع الله، وبين الشعوب. ولكن لكي يتم هذا الأمر، أي الاتصال على الصعيد الأسمى، يجب أن يكون هناك، إذا جاز التعبير، منحىً أبسط للالتقاء، ويجب على الناس أن يخرجوا من عالمهم الفردي وأن يلتقوا سوية. فاجتماع الشعوب تجاوبًا مع دعوة الرب هو شرط ضروري لكي يتمكن الرب أن يجعل منهم جماعة بشكل جديد… كل الجماعات الافخارستية هي بالحقيقة جماعة واحدة، لأن جسد المسيح هو واحد، ولذا لا يمكن أن يكون شعب الله إلا واحدًا… وإذا ما أخرجتنا الجماعة الافخارستية أولاً من العالم، وأخذتنا إلى “العلية”، إلى خدر الإيمان الداخلي، ولكن هذه العلية بالذات هي مرتع لقاء، لقاء شامل لكل الذين يؤمنون بيسوع المسيح، بالرغم من الحدود والانقسامات؛ وبهذا الشكل تضحي نقطة يشع منها حب كوني، يتغلب على الحدود والانقسامات: إذا كان الآخرون يعانون الجوع، فنحن لا نستطيع أن نعيش بالترف. تشكل الافخارستيا في الوقت عينه نقطة تحول داخلي وتصاعدي؛ ولكن من الأعماق فقط، ومن أعالي ما هو عالٍ حقًا، يمكن أن تصدر القوة التي تظفر بالحدود والانقسامات، وتحول العالم.