السادس عشر من يوليو
روما، الأربعاء 16 يوليو 2008 (zenit.org). – ننشر في ما يلي تأمل اليوم السادس عشر من يوليو للبابا بندكتس السابع عشر، من كتاب “بندكتس”.
الافخارستيا كحدث
توحدنا الافخارستيا بالرب وتقوم بذلك عبر تحديدنا وربطنا به. بهذا الشكل فقط نتحرر من أنفسنا… ليس التجسد فكرة فلسفية، بل هو حدث تاريخي، وهو، بفرادته وبحقيقته النقطة التي يلج عبرها الله في التاريخ والمكان الذي نلتقي فيه به تعالى. إذا ما تعاملنا مع التجسد، بحسب ما هو مناسب انطلاقًا من الكتاب المقدس، أي كحدث لا كمبدأ، فستكون خلاصتنا بالضرورة مقابِلة: لقد ربط الله نفسه بلحظة تاريخية محددة، مع كل محدوديتها، ويريد منّا أن نشترك بتواضعه. القبول بالارتباط بالتجسد يعني قبول الحدود التي يضعها الله لذاته: هذه التقادم بالذات، التي تعتبرها إطارات ثقافية أخرى غريبة ودخيلة، تضحي بالنسبة لنا علامة لعمل فريد ولا مثيل له، يقوم به هذا الشخص التاريخي. هي علامات مجيء الله نحونا، هو الغريب بالنسبة إلينا والذي يضحي جارنا عبر هذه التقادم. الجواب الوحيد الممكن على تنازل الله هذا هو الطاعة المتواضعة، طاعة في قبول التقليد، وفي الآمانة له، طاعة أجرها ضمانة حضوره القريب… لهذا السبب يشكل “التذكار” الافخارستي أكثر من ذكرى لأمر من الماضي: إنه دخول في ذلك المحور الصميمي الذي لا يمكن أن يزول أبدًا. ولهذا السبب “إعلان” موت المسيح هو أكثر من مجرد كلمات: إنه إعلان يحمل الحقيقة في ذاته.