بندكتس السادس عشر يتحدث إلى الشبيبة عن جمال وجراح الطبيعة والمجتمع
بقلم روبير شعيب
سيدني، الخميس 17 يوليو 2008 (Zenit.org). – وصف الأب الأقدس حشد الشباب الذي اجتمع بعد ظهر اليوم في بارانغارو لافتتاح لقاء الشيبية مع الأب الأقدس “بالصورة النابضة بالحياة للكنيسة الجامعة”.
وانطلق البابا في حديثه داعيًا الشبيبة أن “تقدموا بخطاكم نحو عناق محبة المسيح؛ اكتشفوا أن الكنيسة هي بيتكم. لا يجب أن يبقى أحدٌ خارجًا، لأن الكنيسة منذ يوم العنصرة هي واحدة وجامعة”.
وتحدث عن خبرة الرحلة من الفاتيكان إلى استراليا واصفًا إياها بأنه كانت بمثابة رحلة في الفصل الأول من سفر التكوين: “كان النظر إلى كوكبنا من العلاء رائعًا حقًا. بريق المتوسط، وعظم صحراء إفريقيا الشمالية، خضرة الغابات الآسيوية، وسعة المحيط الهادئ، الأفق الذي أشرقت الشمس وغربت وراءه، وتألق جمال استراليا الخلاب الذي تمكنت أن أتمتع به في هذه الأيام؛ كل هذه الأمور تولد حسًا بالرهبة. كما لو أننا نلقي نظرة سريعة إلى رواية الخلق في سفر التكوين – النور والظلام، الشمس والقمر، الماء، الأرض، والكائنات الحية؛ كل هذه الأمور هي “حسنة” في نظر الله”.
وتوقف على رأس الخلق الإنسان: “وهناك أكثر من ذلك – ما نكاد لا نراه من السماء – رجال ونساء، خلقوا على صورة الله ومثاله (راجع تك 1، 26). في قلب عجب الخليقة هنالك أنت وأنا، العائلة البشرية “المكللة بالمجد والكرامة” (مز 8، 5). يا للدهشة! نهمس مع المرنم: “ما هو الإنسان حتى تذكره”؟
ندبات الأرض
وتابع البابا موضحًا أن هذه الجمالات تتخللها جراح لا يمكننا إلا أن نتوقف عليها: “ندبات تشوه وجه الأرض: تآكل، انحسار الغابات، تصحر، تبذير لموارد العالم والمحيطات للحصول على الطاقة من أجل استهلاك لا يرتوي”.
ثم تابع لافتًا أن “ليست الطبيعة وحدها، بل البيئة الاجتماعية – أي البيئة التي ننظمها نحن بالذات – هي جريحة أيضًا” وهذه الجراح تشير إلى أن هناك نقص.
وأضاف: “في حياتنا الشخصية وفي جماعاتنا، يمكننا أن نلاقي العداوة، والمخاطر؛ أن نلاقي سمًا يهدد ما هو صالح، ويعيد تشكيل هويتنا، ويحرّف الغاية التي خلقنا لأجلها”، مقدمًا أمثلة كالكحول، والإدمان على المخدرات، وإعلاء العنف والانحطاط الجنسي، التي غالبًا ما يقدمها التلفزيون وانترنت كوسيلة للترفيه.
وشرح الأب الأقدس أن تفشي هذه الشرور في الطبيعة وفي المجتمع يرتبط بنظرة نسبية واستهلاكية تفصل المنفعة واللذة عن الحقيقة، وبالتالي تؤدي إلى اعتبار قيم ما ليس بذلك حقًا، واستنكر البابا في هذا الصدد لظاهرة الانحلال الأخلاقي والعنف المتفشية باسم الترفيه: “هل يستطيع أحد أن يقف وجهًا لوجه أمام أشخاص يعانون فعلاً من العنف ومن الاستغلال الجنسي و “يشرح” أن هذه المآسي، المصورة بشكل افتراضي، هي مجرد “ترفيه”؟”.
واعتبر البابا أن السبيل للخروج من هذه الدائرة المفرغة هي الرجوع إلى اكتشاف القيم بارتباطها بالخير والحقيقة والجمال، وباحترام نظام الخليقة والقانون الطبيعي.