البابا يحذر الشبيبة ممن لا يرى فيهم إلا "مستهلكين في سوق إمكانيات مشوهة"

“في بيوتكم، ومدارسكم، وجامعاتكم، في أماكن عملكم وترفيهكم، تذكروا أنكم خلق جديد!”

 بقلم روبير شعيب

 سيدني، الخميس 17 يوليو 2008 (Zenit.org). – كانت افتتاحية لقاء البابا مع الشبيبة في سيدني غنية بالمعطيات العملية والروحية، فبعد أن توقف على المسألة البيئية، تحدث الأب الأقدس عن مشاكل “البيئة الاجتماعية”، ولخص قداسته جوهر هذه المشاكل بـ “واقع فصل الحرية عن الحقيقة”.

 وأشار أن هذا الأمر “تغذيه الفكرة المنتشرة بشكل واسع في أيامنا، أي أنه “لا يوجد حقيقة شاملة تقود حياتنا”، وهي قناعة رسختها النسبية التي أعطت “الخبرة” أهمية مطلقة وساوت بين قيم كل الخبرات على حد سواء انطلاقًا من الرغبات الفردية، لا من القيمة الموضوعية للوقائع.

 

Share this Entry

وقال البابا في هذه الصدد أن “الخبرات، المنفصلة عن اعتبار ما هو خير وحقيقي، يمكن أن تقود، لا إلى الحرية الأصيلة، بل إلى ضياع أخلاقي أو فكري، إلى انحطاط بالمبادئ، وإلى فقدان احترام الذات، وحتى إلى اليأس”.

 وشدد على أن “الحياة لا تقودها الصدفة؛ الحياة ليست واقعًا عشوائيًا. لقد شاء الله وجودكم بالذات، وبارككم ومنحكم غاية في حياتكم!”

 وأضاف: “الحياة هي بحث عن الحقيقة، عن الخير وعن الجمال. فنحن نقوم بخياراتنا لهذه الغاية؛ لهذا السبب نتمرس بتطبيق حريتنا؛ في الحقيقة، والصلاح، والجمال نجد الفرح والسعادة. لا يضللنَّكم من يرى فيكم مجرد مستهلكين في سوق إمكانيات مشوّهة، حيث يضحي الخيار بحد ذاته الخير، والجدة تغتصب الجمال، والخبرة الفردية تحتل مكان الحقيقة”.

 
هبة المسيح والمعمودية

 ثم قال: “المسيح يقدم أكثر من ذلك! بالواقع، يقدم المسيح كل شيء! وحده هو الحقيقة، يستطيع أن يكون الطريق، وبالتالي الحياة أيضًا. ولذا فإن “الطريق” الذي حمله الرسل إلى أقاصي الأرض هي الحياة في المسيح. هذه هي حياة الكنيسة. والمدخل إلى هذه الحياة، إلى هذه الطريق المسيحية هو المعمودية”.

 وشرح الأب الأقدس معنى المعمودية بالقول: “في يوم معموديتكم، قام الله بجذبكم إلى قداسته (راجع 2 بط 1، 4). لقد تم تبنيكم كأبناء وبنات الآب. لقد تداخلتم في جسد المسيح. صرتم هيكلاً لروحه (راجع 1 كور 6، 19)”.

 وتابع: “ليست المعمودية إنجازًا أو جائزة. إنها نعمة؛ إنها عمل الله. وبالواقع، في ختام معموديتكم، التفت الكاهن نحو والديكم الجماعة، ودعاكم باسمكم قائلاً: “لقد صرت خلقًا جديدًا””.

ومن هذا المنطلق حض بندكتس السادس عشر الشبيبة بالقول: “في بيوتكم، ومدارسكم، وجامعاتكم، في أماكن عملكم وترفيهكم، تذكروا أنكم خلق جديد!”.

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير