وقال البابا في هذه الصدد أن “الخبرات، المنفصلة عن اعتبار ما هو خير وحقيقي، يمكن أن تقود، لا إلى الحرية الأصيلة، بل إلى ضياع أخلاقي أو فكري، إلى انحطاط بالمبادئ، وإلى فقدان احترام الذات، وحتى إلى اليأس”.
وشدد على أن “الحياة لا تقودها الصدفة؛ الحياة ليست واقعًا عشوائيًا. لقد شاء الله وجودكم بالذات، وبارككم ومنحكم غاية في حياتكم!”
وأضاف: “الحياة هي بحث عن الحقيقة، عن الخير وعن الجمال. فنحن نقوم بخياراتنا لهذه الغاية؛ لهذا السبب نتمرس بتطبيق حريتنا؛ في الحقيقة، والصلاح، والجمال نجد الفرح والسعادة. لا يضللنَّكم من يرى فيكم مجرد مستهلكين في سوق إمكانيات مشوّهة، حيث يضحي الخيار بحد ذاته الخير، والجدة تغتصب الجمال، والخبرة الفردية تحتل مكان الحقيقة”.
هبة المسيح والمعمودية
ثم قال: “المسيح يقدم أكثر من ذلك! بالواقع، يقدم المسيح كل شيء! وحده هو الحقيقة، يستطيع أن يكون الطريق، وبالتالي الحياة أيضًا. ولذا فإن “الطريق” الذي حمله الرسل إلى أقاصي الأرض هي الحياة في المسيح. هذه هي حياة الكنيسة. والمدخل إلى هذه الحياة، إلى هذه الطريق المسيحية هو المعمودية”.
وشرح الأب الأقدس معنى المعمودية بالقول: “في يوم معموديتكم، قام الله بجذبكم إلى قداسته (راجع 2 بط 1، 4). لقد تم تبنيكم كأبناء وبنات الآب. لقد تداخلتم في جسد المسيح. صرتم هيكلاً لروحه (راجع 1 كور 6، 19)”.
وتابع: “ليست المعمودية إنجازًا أو جائزة. إنها نعمة؛ إنها عمل الله. وبالواقع، في ختام معموديتكم، التفت الكاهن نحو والديكم الجماعة، ودعاكم باسمكم قائلاً: “لقد صرت خلقًا جديدًا””.
ومن هذا المنطلق حض بندكتس السادس عشر الشبيبة بالقول: “في بيوتكم، ومدارسكم، وجامعاتكم، في أماكن عملكم وترفيهكم، تذكروا أنكم خلق جديد!”.