السابع عشر من يوليو
روما، الخميس 17 يوليو 2008 (zenit.org). – ننشر في ما يلي تأمل اليوم السابع عشر من يوليو للبابا بندكتس السابع عشر، من كتاب “بندكتس”.
التحول إلى الافخارستيا
في النافور الروماني، نطلب قبل كلمات التقديس مباشرة أن تكون تقدمتنا “rationabilis” مرتبطة بالعقل (بمعنى “اللوغوس”). إنما نحن نطلب أن تكون ذبيحة-لوغوس. بهذا المعنى نطلب أن تتحول التقادم – ومن ثم، ليس هذا الأمر فقط… فنحن نطلب من اللوغوس، المسيح، الذي هو الذبيحة الحقة، أن يجذبنا إلى صميم عمل ذبيحته، لكي “يجعلنا لوغوس” بدورنا، لكي يجعلنا “مطابقين أكثر للكلمة”، “أكثر عقليين حقًا”، لكي تضحي ذبيحته خاصتنا، وتكون مرضية لدى الله كذبيحتنا، ولكي يعتبرها خاصتنا. نصلي لكي يرفعنا حضوره، فنضحي “جسدًا واحدًا وروحًا واحدًا” معه… يتم تجاوز صوفية التماثل – التي يمتزج فيها بعد الإنسان الداخلي باللوغوس – بصوفية كريستولوجية: فاللوغوس، الذي هو الابن، يجعلنا أبناء في الرفقة الأسرارية التي نعيشها. وإذا صرنا ذبيحة، إذا تماثلنا مع اللوغوس، فإن هذا الأمر ليس أمرًا محصورًا بالروح الذي يخلّي الجسد بعيدًا كما لو أنه أمر بعيد عن الله. فاللوغوس بالذات صار جسدًا، وهو يهب ذاته إلينا بجسده. لذا يتم دعوتنا إلى تقدمة أجسادنا كنوع عبادة يليق باللوغوس، لكي يتم اجتذابنا إلى صداقة الحب مع الله بكامل وجودنا الجسدي، وبرفقة جسدية مع المسيح… إن تحول التقادم الذي يمتد إلينا أيضًا، يجب أن يضحي بالنسبة لنا عملية صياغة: فيخرجنا من إرادتنا الذاتية الضيقة، ويشرعنا على الاتحاد بإرادة الله.