كيف يمكننا أن نعرف أن الروح حاضر في حياتنا؟

Share this Entry

بندكتس السادس عشر يتحدث إلى الشبيبة عن الخبرة العملية للروح القدس

 بقلم روبير شعيب

 سيدني، السبت 19 يوليو 2008 (Zenit.org). – “الحب هو علامة حضور الروح القدس! الأفكار والأصوات التي تفتقر إلى الحب – حتى ولو بدت معقدة وذكية – لا يمكن أن تكون من الروح” وأيضًا، “للحب خاصية محددة: بعيدًا عن التساهل والتقلّب، للحب هدف وغاية يود تحقيقها: الاستمرارية والبقاء. فالحب بطبيعته دائم، أبدي”.

 هذا ما قاله قداسة البابا بندكتس السادس عشر لدى لقائه بالشبيبة لعشية الصلاة في ميدان راندويك في سيدني.

ركز البابا التأمل في السهرة مع الشبيبة على على “كيفية” صيرورة المسيحي الشاب شاهدًا، وللتوصل إلى فهم هذه الكيفية، سلط البابا الضوء على فهم هوية وعمل أقنوم الروح القدس وحضوره المحيي في حياة الثالوث والكنيسة والمسيحي.

 روح الوحدة

 وانطلق البابا موضحًا أن “الروح القدس – رغم أنه صامت وغير مرئي – هو الذي يوجه شهادتنا ليسوع المسيح ويمنحها معالمها”، هو “فنان عمل الله”. ومجتمع اليوم إنما هو “مشرذم بسبب طريقة تفكير هي قصيرة النظر بالعمق، حيث النسبية تعجز عن الرؤية الشاملة”.

 وتساءل الأب الأقدس: “ما هو جوابنا، كشهود مسيحيين، أمام هذا العالم المنقسم والمشرذم؟” وأيضًا: “من الذي يشبع هذا التوق البشري إلى الوحدة، إلى الولوج في الشركة، إلى النمو، وإلى التوصل إلى الحقيقة؟”

 وأجاب: “الروح القدس! هذا هو دور الروح القدس: أن يقود عمل يسوع المسيح إلى الكمال”.

 وشرح: “الروح هو “واهب الحياة”، ويقودنا إلى أعماق قلب الله. ولذا، بقدر ما نسمح للروح أن يهدينا، بقدر ذلك سيكون تماثلنا إلى المسيح كاملاً، وبقدر ذلك سيكون عميقًا غوصنا في حياة الله الثالوث”.

 روح الشركة

 وانطلق البابا من تعليم القديس أغسطينوس بشأن الروح القدس الذي قدم حدسًا مثلث الأبعاد للروح القدس “كرباط الوحدة في الثالوث المبارك: الوحدة كشركة، الوحدة كمحبة أبدية، والوحدة كهبة ونعمة”.

 ففي الحدس الأول لاحظ أغسطينوس أن الكلمتين “روح” و “قدس” تشيران إلى ما هو إلهي في الله؛ بكلمات أخرى، إلى ما يتشارك به الآب والابن – شركتهما. “وإذ كان الطابع الذي يميز الروح القدس هو ما “يتقاسمه” الآب والابن، استخلص أغسطينوس أن صفة الروح الخاصة هي “الوحدة”. إنها وحدة الشركة المعاشة: شركة الأقانيم في علاقة هبة مستمرة، الآب والابن اللذان يهبان أحدهما للآخر”.

 روح المحبة

 ثم تحدث عن الروح، كروح الحب الأبدي، مستشهدًا بتعليم أغسطينوس في كتابه “في الثالوث”: “الروح يجعلنا نقيم في الله والله فينا؛ ولكنه الحب هو الذي يقوم بهذا التأثير. وبالتالي الروح القدس هو الله كمحبة!”

 وشدد البابا على أن “الحب هو علامة حضور الروح القدس!”

 وأضاف: “الأفكار والأصوات التي تفتقر إلى الحب – حتى ولو بدت معقدة وذكية – لا يمكن أن تكون “من الروح”. وأكثر من ذلك، للحب خاصية محددة: بعيدًا عن التساهل والتقلّب، للحب هدف وغاية يود تحقيقها: الاستمرارية والبقاء. فالحب بطبيعته دائم”.

الروح كهبة ونعمة

 ثم توقف على الحدس الثالث للقديس، أي الروح القدس كهبة، فالروح هو “النبع الباطني” (راجع يو 4، 14)، الذي يشبع عطشنا الأعمق ويقودنا إلى الآب.

 من هذه الملاحظة يستخلص أغسطينوس أن “الله الذي يشارك نفسه معنا كهدية هو الروح القدس”.

 وتابع الأب الأقدس معلقًا: “الروح القدس هو الله الذي يهب ذاته أبديًا؛ كنبع لا ينضب، يفيض واهبًا نفسه بالذات. بالنظر إلى هذه الهبة التي لا تنتهي، يمكننا أن نلحظ محدودية كل ما يزول، وجنون الفكر الاستهلاكي”.

 “نبدأ بفهم لماذا البحث عما هو جديد يبقينا غير مكتفين ومحتاجين. ألسنا نبحث يا ترى عن هبة أبدية؟ عن النبع الذي لن يجف أيضًا؟مع المرأة السامرية، فلنهتف: أعطني من هذا الماء حتى لا أعطش أبدًا!”

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير