بقلم روبير شعيب
سيدني، الأحد 20 يوليو 2008 (Zenit.org). – طرح الأب الأقدس في معرض العظة الختامية للقاء الشبيبة أسئلة عدة على الشباب، أهمها: “ما الذي ستتركونه للجيل المقبل؟” هل تقومون ببناء حياتكم على قواعد متينة، وتبنون شيئاً ثابتاً؟ هل تعيشون حياتكم بطريقة تفتح المجال للروح في وسط عالم يريد نسيان الله، أو حتى أنه يرفضه باسم حرية زائفة؟ كيف تستخدمون المواهب التي أُعطيت لكم، “القوة” التي ما يزال الروح القدس الآن مستعداً لأن ينفحها فيكم؟ ما هو الإرث الذي ستتركونه للأجيال الشابة القادمة؟ ما التغيير الذي ستحدثونه؟”
ثم لفت البابا انتباه الشباب إلى أن “قوة الروح القدس لا تنيرنا فقط وتعزينا. إنها أيضاً تدلنا إلى المستقبل، إلى مجيء ملكوت الله”.
بحسب القديس لوقا “يسوع المسيح هو إنجاز وعود الله كلها، المسيح الذي يملك بالكامل الروح القدس من أجل منح هذه الموهبة لجميع البشر”.
“إن تدفق روح المسيح على البشرية هو عربون رجاء وتحرر من كل ما يضعفنا. فهو يعطي للعميان البصر من جديد، وللمساجين الحرية، كما يخلق الوحدة في الاختلاف ومن خلاله. يمكن لهذه القوة أن تخلق عالماً جديداً: “يمكنها أن تجدد وجه الأرض!””.
العالم الجديد
ثم قال الأب الأقدس للشباب: “إن الجيل الجديد من المسيحيين مدعو، بقوة الروح، وباستخدام رؤية الإيمان الغنية، إلى المساعدة على بناء عالم يُرحب فيه بهبة الحياة التي منحها الله، ويتم احترامها وتكريمها – ولا يتم رفضها، والخوف منها باعتبارها تهديداً، وبالتالي تدميرها”.
وأضاف: “هذا العالم الجديد الذي لا تكون فيه المحبة جشعة أو أنانية، بل نقية، مخلصة وحرة فعلاً، تنفتح على الآخرين، وتحترم كرامتهم، وتسعى وراء خيرهم، وتشع فرحاً وجمالاً”.
“هذا العالم الجديد الذي يحررنا فيه الرجاء من السطحية، والفتور، والانغماس في الذات، أي من الأمور التي تسبب موت نفوسنا، وتسمم علاقاتنا”.
ثم دعا بندكتس السادس عشر الشباب لمي يكونوا “أنبياء هذا الزمن، رسل محبته، باجتذاب الناس إلى الآب وبناء مستقبل رجاء للبشرية جمعاء.”
الشباب مجددو الكنيسة
وتطرق الأب الأقدس إلى الكنيسة مشيرًا إلى أنها هي أيضًا بحاجة إلى هذا التجديد! “إنها بحاجة إلى إيمانكم، ومثاليتكم، وسخائكم، من أجل أن تكون دوماً متجددة بالروح”
وتابع: “يذكرنا الرسول بولس، في قراءة اليوم الثانية، أن كل مسيحي قد نال موهبة في سبيل بناء جسد المسيح. إن الكنيسة تحتاج بخاصة إلى مواهب الشباب، كل الشباب. وهي بحاجة إلى أن تنمو بقوة الروح، التي تمنح اليوم الفرح لشبابكم، وتلهمكم لخدمة الرب بسرور”.
ولذا دعا الشباب إلى فتح قلبوهم لهذه القوة!
ووجه هذه الدعوة بشكل خاص إلى الذين يدعوهم الرب بينكم إلى الكهنوت والحياة المكرسة. فقال: “لا تخافوا أن تقبلوا يسوع، وتجدوا فرحكم بعمل مشيئته، بتقديم أنفسكم كلياً لمواصلة القداسة، وباستخدام جميع مواهبكم لخدمة الآخرين!”.