لنتأمل مع بندكتس

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

العشرون من يوليو

روما، الأحد 20 يوليو 2008 (zenit.org). –  ننشر في ما يلي تأمل اليوم العشرين من يوليو للبابا بندكتس السابع عشر، من كتاب “بندكتس”.

 معنى العيد المسيحي

 في عالم يفرض فيه الظلم والنكبات سيطرتهما المرعبة بأشكال مختلفة بالرغم من كل التطور؛ قد يبدو علامة احتقار عندما يهرب من يستطيع إلى فرح الأعياد الزاهي أو إلى مصاريفها الباهظة. وبالواقع، إذا عنى العيد مجرد تنعم مكتفٍ بالذات وبالمقتنيات والضمانات الذاتية، فلا يجب أن يكون هناك مكانًا لهذا النوع من الاحتفال في أيامنا. ولكن هل هذا هو حقًا معنى الاحتفال؟ بكل تأكيد ليس هذا المعنى الأصلي للاحتفال بالعيد المسيحي. فالعيد المسيحي – كعيد ميلاد الرب مثلاً – يعني أمرًا مغايرًا بالكلية. يعني أن الشخص البشري يتخلى عن عالم الحسابات والحتمية التي تتحكم به يوميًا، ويركز على كيانه انطلاقًا من مرجعية وجوده الأولى. يعني أنه يتحرر من منطق الصراع القاسي من أجل البقاء، وينظر أبعد من عالمه الضيق إلى كلية الأشياء. يعني أنه يسمح لنفسه أن يرتاح، ويسمح لضميره أن يتحرك للحب الذي يلمسه في الله الصائر طفلاً، وأنه يضحي بهذا الشكل أكثر حرية، وغنىً وطهارة. أفلا يتنفس عالمنا بأسره الصعداء، إذا ما حاولنا الاحتفال بهذا الشكل؟ ألا يحمل احتفال من هذا النوع التعزية للمغمومين، ويكون صرخة عالية توقظ القطيع الخامل الذي يسلط انتباهه على ذاته وحسب؟

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير