لنتأمل مع بندكتس

الثالث والعشرون من يوليو

روما، الأربعاء 23 يوليو 2008 (zenit.org). – ننشر في ما يلي تأمل اليوم الثالث والعشرين من يوليو للبابا بندكتس السادس عشر، من كتاب “بندكتس”.

 

Share this Entry

الثقافة والألوهة

 
تتضمن الثقافة بمعناها الكلاسيكي المضي ما وراء المرئي والظاهر للوصول إلى الركيزة الأساسية للأشياء، إلى قلبها، لتشريع الباب للألوهة. يرتبط بهذا البعد بعدٌ آخر: تجاوز الفرد ذاته لكي يجد ركيزة لذاته في الجماعة الاجتماعية الكبرى، التي يستطيع أن يستعين بمعطياتها، وبالطبع، أن يقوم أيضًا بتوسيعها وتعميقها بشكل شخصي. ترتبط الثقافة دومًا بعامل اجتماعي يقبل في ذاته خبرات الأفراد، ومن جهة أخرى، يقوم بصياغة هذه الخبرات. يحمي هذا العامل الاجتماعي الإدراك الذي يتجاوز مقدرة الفرد ويعمل على تنميته – يمكننا وصف هذا الإدراك بالـ “ما قبل العقلاني”، و “ما وراء العقلاني”. عبر قيامها بهذا الأمر، ترجع الثقافات إلى حكمة “الأقدمين”، الذي كانوا أقرب إلى الآلهة؛ إلى التقاليد التي كانت سائدة منذ البدء، والتي تحمل طابع الوحي، أي أنها ليست نتيجة البحث والتفكير البشري المجرد، بل ثمرة الاتصال الأصلي مع ركيزة كل الأشياء؛ إيحاءات من الألوهة.

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير