لنتأمل مع بندكتس

Share this Entry

السابع والعشرون من يوليو

روما، الأحد 27 يوليو 2008 (zenit.org). –  ننشر في ما يلي تأمل اليوم السابع والعشرين من يوليو للبابا بندكتس السابع عشر، من كتاب “بندكتس”.

 البحث عن الحقيقة ودور الثقافة

 عندما يُحرم الإنسان من الحقيقة، تسيطر عليه الأمور العرضية والهمجية. لهذا السبب ليس “تزمتًا” بل واجبًا على البشرية أن تحمي الإنسان من ديكتاتورية العرضي وتعيد إليه كرامته، التي تتألف بالحديد من أن ما من مؤسسة بشرية يمكنها في نهاية المطاف أن تسيطر عليه، لأنه منفتح على الحق… الثقة في التفتيش عن الحقيقة وفي إيجادها ليست أبدًا أمرًا يمكن أن يفوته الزمان: لأن هذا الأمر بالتحديد هو ما يضمن كرامة الإنسان، ويسقط جدران الخصخصات، ويقود البشر إلى لقاء بعضهم البعض ما وراء حدود ركائزهم الثقافية على أساس كرامتهم المشتركة… لذا فالثقافات ليست مثبتة بشكل حاسم لا يتبدل… بل هي تستطيع اللقاء والإخصاب المتبادل. وبما أن انفتاح الإنسان الداخلي على الله هو أكثر تأثيرًا في الثقافات، بقدر ما تكون هذه الأخيرة عظيمة ونقية، فلهذا إن الجهوزية الباطنية لقبول الوحي الإلهي هي مكتوبة في الثقافات. ليس الوحي أمرًا غريبًا بالنسبة إليها؛ بل على العكس، يجيب الوحي على انتظار داخلي في الثقافات عينها… كل الشعوب مدعوة الآن للاشتراك في هذه العملية المتمثلة بتجاوز تراثها الخاص الذي بدأ مع اسرائيل؛ مدعوة للرجوع إلى الله الذي تجاوز من ناحيته حدوده عبر يسوع المسيح، والذي حطم “سور العداوة” القائم بيننا، وفي إخلاء ذاته على الصليب، قاد أحدنا صوب الآخر. الإيمان بيسوع المسيح إذًا هو بطبيعته انفتاح مستمر، إنه عمل الله الذي يلج في العالم الإنساني، وتجاوبًا مع هذا العمل، هو انفتاح الإنسان على الله.

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير