بمناسبة مؤتمر واشنطن: “تجديد الرجاء، طَلَب العدالة”
بقلم روبير شعيب
الفاتيكان، الاثنين 28 يوليو 2008 (Zenit.org). – وجه الكاردينال ريناتو مارتينو رسالة إلى أساقفة الولايات المتحدة الذين يجتمعون في فندق هيلتون في واشنطن من 28 إلى 31 يوليو للقاء بعنوان: “تجديد الرجاء، طَلَب العدالة”، يركز بشكل خاص على إصلاح قانون الهجرة في الولايات المتحدة.
الأبعاد الإيجابية للهجرة
ركز الكاردينال رئيس المجلس الحبري للعناية الرعوية بالمهاجرين والرحّل على الأبعاد الإيجابية للهجرة خصوصًا من ناحية عمل الكنيسة الرعوي. وانطلق من توجيه “ Erga migrantes caritas Christi ” (محبة المسيح تجاه المهاجرين)، الذي أصدره المجلس وصادق عليه البابا يوحنا بولس الثاني في 1 مايو 2004.
يتحدث التوجيه عن الحالة الثقافية الآنية، التي تتميز “بالعولمة والديناميكية” وتدعو إلى “تجسيد الإيمان الواحد في ثقافات عدة”، الأمر الذي يشكل “تحديًا لا سابق له، زمن نعمة حقيقي لكل شعب الله”.
وأشار الكاردينال معلقًا على هذه الأفكار إلى أن الهجرة تؤدي بشكل إيجابي إلى العبور من مجتمعات أحادية الثقافات إلى مجتمعات متعددة الثقافات وأن هذا الأمر يمكن أن يكون “علامة لحضور الله في التاريخ وفي الجماعة البشرية، لأنه يقدم إمكانيات إيجابية لتحقيق مشروع الله في خلق جماعة شاملة”.
الهجرة كدعوة
وبالحديث عن المهاجرين، وصفهم الكاردينال “بالبنائين الإيجابيين للأخوة الكونية” لأنهم يقدمون للكنيسة إمكانية تحقيق هويتها بشكل ملموس أكثر كـ “هوية شركة ودعوة إرسالية”.
وفي هذا الإطار أشار مارتينو في رسالته أنه يمكن اعتبار الهجرة كدعوة، دعوة غامضة، للاسهام في بناء ملكوت الله، الحاضر في الكنيسة كنواة (راجع نور الأمم 9).
وأضاف مشيرًا إلى أن ظاهرة الهجرة تجمع شعوبًا من كل الأعراق والأجناس والأديان، وتسهم بذلك في إظهار وجه الكنيسة المرئية الحق، ويكشف قيمة وأهمية الهجرة كأرضية للتبشير وللحوار المسكوني.
دور الكنيسة
في هذا الاستعراض الإيجابي، وغير المعتاد في الأوساط السياسية لظاهرة الهجرة، توقف الكاردينال مارتينو على عمل الكنيسة التي تظهر ربطًا ومزجًا إيجابيًا لاستراتيجيات ومضامين مؤاتية لمرافقة المهاجرين.
واستشهد في هذا الإطار بالتوجيه المذكور أعلاه، والذي يستنكر ما يحدث غالبًا، إذ بدل أن تؤدي حالة المهاجرين الصعبة إلى توليد حس التعاضد، يتولد عند السكان المحليين والسلطات المحلية حس من الخوف يؤدي إلى اعتبار المهاجرين كخطر وتهديد، وهذا الأمر يؤدي إلى تولد عدم التسامح، والخوف من الغريب، والعنصرية.
أما الكنيسة فتنطلق من المبدأ التالي: “كل الأشخاص هم متساوون، بغض النظر عن أصلهم، لغتهم وثقافتهم” وذلك “إيمانًا منها بوحدة العائلة البشرية”.
ولذا، ترتكز مقاربة الكنيسة الكاثوليكية لظاهرة الهجرة على “قدسية ومحورية الكائن البشري بِغض النظر عن حالته القانونية الشرعية أم لا”.
كما وتسلط أيضًا انتباهًا كبيرًا على العائلة، التي تعيش في الغربة، أو التي تعيش بعيدة عن أفرادها الذين اضطروا إلى الهجرة بغية تحصيل العيش أو الدراسة، أو لأسباب سياسية واجتماعية.
هذا ويتضمن مؤتمر الأساقفة الأميركيين حلقات حوار وطاولات مستديرة حول موضوع الهجرة، من بينها: “رجوع إلى المستقبل: استراتيجيات من أجل إصلاح إيجابي لقضية الهجرة” و “رجوع إلى المستقبل: الإصلاح الإيجابي والتواصل”. الغاية من هذه اللقاءات هي النظر إلى إصلاح عام 2007 مع إيجابياته وسلبياته، من أجل التعرف بشكل أفضل للخطوات التي يجدر القيام بها في عام 2009.