الحادي والثلاثون من يوليو
روما، الخميس 31 يوليو 2008 (zenit.org). – ننشر في ما يلي تأمل اليوم الحادي والثلاثين من يوليو للبابا بندكتس السادس عشر، من كتاب “بندكتس”.
الإثنا عشر وشعب الله
إن اختيار الإثنا عشر هو علامة واضحة عن نية الناصري في ضم شمل جماعة العهد، لكي يبين فيها تحقيق الوعود الموجهة إلى الآباء، والتي تتحدث دومًا عن الجمع، والتوحيد، والوحدة. إن مبادرة يسوع في موقع الوحي، أي “الجبل”، تكشف عن وعي كامل وتصميم، فيسوع يقيم الاثنا عشر لكي يكونوا معه شهودًا وروادًا لملكوت الله الآتي. عبر اختياره الإثنا عشر وإدخالهم في شركة الحياة معه، وتوكيلهم برسالة إعلان ملكوت الله بالكلمة والعمل، يريد يسوع أن يقول أن ملء الزمان قد حل لتأسيس شعب الله الجديد، شعب القبائل الإثنتا عشرة، الذي صار الآن الشعب الشامل، كنيسة يسوع. لا يمكننا أن نصل إلى يسوع بمعزل عن الواقع الذي خلقه، والذي يهب نفسه فيه. بين ابن الله الصائر بشرًا وكنيسته، هناك استمرارية عميقة وغير منفصمة وغامضة، يحضر يسوع اليوم من خلالها في وسط شعبه. إنه معاصر دومًا لنا، إنه معاصر دومًا للكنيسة المبنية على أساس الرسل، والتي تحيا في خلافتهم. وحضوره في الجماعة، التي من خلالها هو حاضر دومًا معنا، هو مدعاة فرح لنا. نعم، المسيح معنا، وملكوت الله آتٍ.