بقلم طوني عساف
الفاتيكان، الأحد 30 نوفمبر 2008 (zenit.org). – في كلمته قبيل تلاوة صلاة التبشير الملائكي، عقب عودته من زيارة القديس لورينسو خارج الأسوار، تحدث البابا بندكتس السادس عشر عن البعد الزمني في حياة الإنسان، منطلقاً من مناسبة بدء السنة الطقسية مع أول أحد من زمن المجيء.
وقال البابا إنه في الوقت الذي لا نجد فيه وقتاً للرب، نجد بأن الرب "يمنحنا وقته"، "لأنه – تابع قداسته –دخل التاريخ بكلمته وبأعماله الخلاصية، ليفتحه على الأبدية، ويجعل منه تاريخ عهد معه".
وتحدث بندكتس السادس عشر عن ركائز الزمن الأساسية والتي – على حد قوله – تميز تاريخ الخلاص: " في البدء الخلق، ومن ثم التجسد – الفداء وفي الختام "الباروزيا"، المجيء الأخير الذي يتضمن أيضاً الدينونية الأخيرة"، مشيراً الى أنه "لا يمكننا أن نفهم هذه الركائز الثلاث على أساس التراتبية".
"في الواقع- أردف قائلاً - إن الخلق هو أساس كل شيء، ولكن يستمر ويتحقق خلال عملية التحول الكوني وحتى نهاية الأزمنة. وهكذا التجسد – الفداء، حدث في تاريخ معين، فترة عبور يسوع على هذه الأرض، ولكنه يتسع وينبسط على الزمن الماضي وعلى الزمن الآتي. أما المجيء الأخير والدينونة الأخيرة، واللذين استبقهما صليب المسيح، فيؤثران على تصرف البشر في كل جيل".
وقال بندكتس السادس عشر بأن نداء يسوع في إنجيل هذا الأحد: "إسهروا!"، ليس موجهاً فقط للرسل وإنما لنا جميعاً " لأن كل واحد منا، سيُدعى – في ساعة يعرفها الله وحده – ليؤدي الحساب. وهذا يتضمن انفصالاً حقيقياً عن الخيور الأرضية، وتوبة عن الأخطاء الخاصة، ومحبة عملية تجاه القريب، وقبل كل شيء استسلام متواضع وبثقة بين يدي الله، أبانا الحنون والرحوم" – على حد قوله.