روما،5 نوفمبر 2008 (ZENIT.org)- " هذا الحج هنا في سولوفكي هو بالتأكيد إحدى أهم اللحظات في رحلتي، نظرا لرمزية هذا المكان، سواء من الناحية التاريخية أم  من الناحية الروحية" حسب ما صرح الكاردينال فانتروا.

هذا هو النص الكامل لخطاب الكاردينال أندريه فانتروا، رئيس أساقفة باريس ، ورئيس مجلس أساقفة فرنسا ، خلال رحلته الى روسيا، وحجه الى جزر السولوفكي، مكان استشهاد المسيحيين الأورثوذكسين خلال الدكتاتورية السوفياتية.

بمبادلتي الزيارة الى الكنيسة الأورثوذكسية الروسية ، أصريت على المجيء للسجود والصلاة في هذا المكان ، مع الأساقفة والذين يرافقونني. هذا الحج هنا في سولوفكي هو بالطبع أحد أهم اللحظات في رحلتي، نظرا للأهمية الرمزية لهذا المكان على الصعيدين الروحي والتاريخي .

إن دير التجلي الموجود منذ القرن الخامس عشر العائد الى التقليد الرهباني الروسي، أعطى الكثير من الرهبان القديسين للكنيسة الأورثوذكسية. اننا نفرح لرؤيته  يولد مجددا اليوم بعد المأساة التي كانت هذه الجدران شاهدة عليها.

بحسب تعبير قداسة البطريرك ألكسيس الثاني، السولوفوكي هي الجلجلة الروسية . العديد من المطارنة، الكهنة ، الرهبان والراهبات الأورثوذكس، مع عدد لا يحصى من العلمانيين المعروفين وغير المعروفين ، عانوا وتعذبوا فيه، حتى انهم قتلوا رميا بالرصاص بسبب أيمانهم بالمسيح. السلوفوكي هي لذلك مرتبطة ارتباطا وثيقا بالشهداء الأوائل ، الشهداء الأورثوذكسيين في القرن العشرين ، والذي يذكر استشهادهم الصفحات المجيدة لإضطهادات القرون الأولى من تاريخ الكنيسة.

من خلال اكتشافنا تفاصيل ما عانوا، نمتلئ خوفا، ولكن، في الوقت نفسه، نحتار امام القوة، والصفاء والشجاعة التي تمكنت من سكنهم ليتقبلوا عذباتهم دون ان ان يمسوا يفشلوا بالبقاء على الوفاء لمعوديتهم ومسلمين امرهم للرب الذي ينجي من يؤمنوابه. مثالهم يواسي ايماننا.     

نحن لا ننسى ان دم هؤلاء الشهداء هو بذور المسيحيين. كالكنيسة اللأولى، التي غرفت من شهادة هذا العدد من الأبناء، قوة حمل الانجيل الى اصقاع الأرض ، الكنيسة الأورثوذكسية الروسية قوية بالحرية المستعادة تجد بهؤلاء الشهداء حمير قوي للنهضة.الدير الذي يوجد هنا هوصورة مشعة . حدس البطريرك القديس تيخون يتحقق اليوم: الآلام التي نتذكر الآن في هذا المكان لم تذهب هدرا.

تحمل ثمارا وانجيل المسيح يستمر بتبديل قلوب الكثير من الرجال والنساء في روسيا. لهذا من المهم جدا تكريم ذكرى من عانوا الشهادة واشكر الرب للنعمة التي يمنحها من خلالهم. نحن نعلم انها مهمة  الكنيسة الأورثوذوكسية تلتزم بحرارة، وهي قد أعلنت قداسة العديد من القديسين الذي يمكننا استشفاعهم الآن. نوكل  الكنيسة الأورثوذوكسية الروسية وكل مؤمنيها اليهم ، نوكل انفسنا الى صلواتهم، طالبين من الله ان ينمي اصرارنا على خدمته دون هوان.

 نكل اليهم ايضا كل الرجال والنساء المجهولي الهوية الذين وجدوا امواتا في هذا المخيم والذين الله وحده يعرف اسماءهم. لاننا لا ننسى ايضا بان سلوفوكي كانت اول مخيم خاص والذي من خلاله نمت شبكة الغولاغ.

السولوفوكي هم رمز الغولاغ نفسه وبالمجيء هنا نحن ننحني باحترام بذكرى كل ضحايا هذه الايدولوجية الملحدة، الذي باسمها العديد من النساء والرجال استبعدوا ودشروا.الغولاغ ، ومن بينهم المرحوم ألكسندر سلوجينيتيسم رسمت لوحة بهذه القوة، ينتمي الى أكبر ترجيديا في القرن العشرين.يجب على البشرية ان تحتفظ بذكرها، دون ذلك تتعرض ان تقع مجددا في المؤسسات غير الانسانية العائدة للايدولوجيات التوتاليتارية. 

أخيرا، نحن نتذكر ان من بين الضاحايا السلوفيكيين هناك كهنة، رهبانا وراهبات ومؤمننين كاثوليكين. نحن نكرّم ذكراهم ونشكر الله للشهادة التي اعطوها ، بحسب مخطط  العناية الالهية بالشراكة مع اخوانهم المسيحيين من الطائفة الاورثوذوكسية. نريد ان نرى علامة خاصة بحدث ان اورثوذوكس وكاثوليك تشاركوا نفس المعاناة السلوفوكية بسبب اخلاصهم للمسيح، كما ذكرت روما وقت احياء الذكرى المسكونية لشهود الايمان في القرن العشرين والتي تم ترؤسها من خلال البابا يوحنا بولس الثاني في الكوليزيهفي ايار العام2000 بمناسبة يوبيل العام 2000. هذه  المشاركة " في عطية حياتهم وذرف دمائهم هي ودون ادنى شك شيء جديد، علامة من علامات الازمنة التي كان يجب ان تقرب المسيحيين في ملىء المشاركة المنظورة... نداء للتقدم نحوالوحدة بايمان معترف به في الحياة وعلن في الرسالة لكل الأمم.