روما، الجمعة 31 أكتوبر 2008 (zenit.org). - ننشر في ما يلي تأمل الحادي والثلاثين عشر من أكتوبر للبابا بندكتس السادس عشر، من كتاب "بندكتس".

تشابيه جهنم

تمر المسيرة نحو الحب الأصيل عبر خسران الذات وعبر كل آلام الخروج. وبالتالي تمتد على طول الطريق كل تلك التجارب التي تحرضنا للوصول إلى مرامنا بشكل أسرع، وتحضنا على القبول بالبدائل. فقط في وقت لاحق يمكننا أن ندرك بأن هذه البدائل لا تحمل إلينا إلا خيبة كبرى وتغرقنا في وحدة لا تحتمل، وفي إحباط وجود فارغ بالتمام. هذه صور عن جهنم. لأنه إذا ما سألنا أنفسنا عن معنى جهنم الحقيقي، كان الجواب التالي: عدم التمتع أبدًا بأي شيء البتة، وعدم محبة أي شيء أو أي أحد، وعدم التمتع بمحبة أحد. هو خسران كل قدرات الحب والخروج من دائرة إمكانية الحب – هذا هو الفراغ الكلي، التي يعيش فيها الإنسان في تناقض مع طبيعته، وتتدمر حياته بالكامل. إذا كانت خاصية الإنسان الجوهرية هي شبهه لله، وقدرته على المحبة، فالبشرية ككل وكل شخص منا يستطيع أن يبقى على قيد الحياة فقط حيث يوجد الحب وحيث نتعلم السبيل إلى هذا الحب. فلنرجع إلى المسيح: إن عمل المسيح الخلاصي يتألف من جعل حب الله مفهومًا بالنسبة لنا. يحمل المسيح هذه الحب إلى حميمية كل منا، وعبر مسيرة صليبه يرافق كل منا في سبيل فقدان الذات. وعبر تحويل شريعة الحب إلى هبة الحب، ينتصر المسيح على أكبر وحدة ممكنة، حالة عدم الخلاص.