السادس من نوفمبر
روما، الخميس 6 نوفمبر 2008 (zenit.org). – ننشر في ما يلي تأمل اليوم السادس من نوفمبر للبابا بندكتس السادس عشر، من كتاب “بندكتس”.
الكنيسة السِرّ
إن اعتبار الأسرار كوسائل نعمة أتلقاها كدواء فائق الطبيعة لكي أضمن فقط صحتي الأبدية الخاصة هو أكبر سوء فهم لحقيقة الأسرار. المسيحية هي بطبيعتها الحميمة سر اتحاد. وجوهر الخطيئة الأصلية هو إنشقاق الفردانية، التي لا تعرف إلا ذاتها. وجوهر الفداء هو شفاء صورة الله، واتحاد الجنس البشري عبر ذلك الذي يمثلهم جميعًا والذي فيه الكل واحد، كما يقول القديس بولس (غلا 3، 28): يسوع المسيح… الاتحاد هو فداء لأنه تحقيق لشبهنا بالله، الواحد في ثالوثه. ولكن الاتحاد معه لا ينفصل بالتالي عن اتحادنا بعضنا ببعض وهو نتيجة له… فهم الكنيسة كسرّ هو عكس المفهوم الفرداني للأسرار كقنوات للنعمة؛ فهي تعلمنا أن نفهم الأسرار كاكتمال حياة الكنيسة؛ وعبر ذلك الأمر، تغني التعليم بشأن النعمة: النعمة هي دومًا بدء الاتحاد… فهم الكنيسة كسرّ، يعمّق ويوضح مفهوم الكنيسة ويقدم جوابًا لبحث الإنسان المعاصر عن وحدة الجنس البشري: الكنيسة ليست مجرد جماعة خارجية للمؤمنين؛ بطبيعتها، الكنيسة هي جماعة ليتورجية؛ وتصل إلى تحقيق ذاتها بالشكل الأكمل عندما تحتفل بالافخارستيا وتقدم حضور حب يسوع المسيح الفادي، الذي كحبّ، يحرر البشر من عزلتهم ويقوده أحدهم صوب الآخر عبر هدايتهم إلى الله.