بقلم روبير شعيب
تورا، الاثنين 10 نوفمبر 2008 (Zenit.org). – يستمر العمل التبشيري في شمال شرقي الهند على يد المونسينيور أندور ماراك، أسقف تورا، الذي يتحدر من أصل قبلي محلي.
يعمل الأسقف الهندي في بيئة حساسة جدًا تتميز بالتوترات القبلية بين الولايات المختلفة: آسام، مغلايا، مانيبور، ميزورام… ولذا يعرف ذهنية السكان بالعمق.
في كلمة إلى وكالة فيديس، يصف ماراك الأوضاع المعيشية واستعماله لخبرته المعاشة بالقول: “هذا الإرث من الخبرة سيكون في خدمة السلام ورسالة الكنيسة. إن حالة الأبرشية، أسوة بالولاية بأسرها، هي حالة فقر عام: فالسكان قبليون بمجملهم، يعيشون الفقر المدقع وتنقصهم الخدمات الأولية والتربية المدرسية. الضرورة الأولية هي تنشئة مواطنينا، التي تعني فتح مجال التنشئة، والمساعدة الصحية، والتحرير الاجتماعي والاقتصادي”.
وأضاف: “تتابع الكنيسة تبشيرها ورسالتها في خدمة الشخص البشري بكليته. لهذا نما الإيمان كثيرًا في هذه المناطق ونختبر حاجة كبيرة إلى عدد أكبر من الكهنة والرعايا”.
أما خدمات الكنيسة فتتمثل بالالتزام الكبير في التنشئة الثقافية (تدير الكنيسة 86 مدرسةً ابتدائية، و7 مدارس ثانوية، و26 معهد تعليم عالي) كما وتلتزم بالخدمات الاجتماعية (مستشفى، ومستوصف، ومركز استشفاء للبرص، ودار عناية للمسنين وللمعاقين عقليًا).
وشرح أسقف تورا أن الكنيسة هي “المنظمة التربوية الأولى بين الشعوب القبلية. ونحن نسعى إلى تفعيل دور الشباب والعلمانيين في رسالة الكنيسة”.
هذا ويقوم الشباب بدورهم عبر مؤسسات عدة على رأسها حركة الشبيبة الكاثوليكية الهندية. بينما يؤمّن العلمانيون التعليم المسيحي، ولقاءات الصلاة، وحلقات دراسة الكتاب المقدس في القرى الرحيقة، ويعدون المؤمنين الآخرين على قبول الأسرار.
هذا وقد تعرض المسيحيون، بعد حملة العنف الأخيرة في ولاية أوريسا، إلى تهديدات حتى في باكستان وفي المناطق المحاذية للحدود الباكستانية – بحسب ما أوردت جريدة الأوسيرفاتوري رومانو أمس – الأمر الذي أقلق الكنائس المحلية. وتم توجيه التهديد بشكل خاص إلى مدرسة فتيات تديرها الراهبات الكرمليات الرسوليات السرلنكيات، وتم إطلاق قنابل يدوية الصنع على المدرسة فتدمرت دون وقوع ضحايا بين الأشخاص.