العاشر من نوفمبر
روما، الاثنين 10 نوفمبر 2008 (zenit.org). – ننشر في ما يلي تأمل اليوم العاشر من نوفمبر للبابا بندكتس السادس عشر، من كتاب “بندكتس”.
عقلانية الإيمان والكنيسة
بمعزل عن الله، لا يستطيع العالم أن يكون نيرًا، والكنيسة تخدم العالم انطلاقًا من الله الذي يعيش فيها، ومن شفافيتها تجاهه، وعبر تقديمه للعالم. وبالتالي نصل أخيرًا إلى مسألة عملية جدًا: كيف يحدث هذا الأمر؟ كيف يمكننا أن نتعرف على الله، وكيف يمكننا أن نقدمه إلى الآخرين؟ أعتقد أنه للوصول إلى هذه الغاية، يجب أن تتداخل سبل عدة مختلفة. هناك أولاً الطريقة التي اعتمدها بولس في الأريوباج – الإشارة إلى الأهلية لقبول الله المكنونة في الإنسان، وعبر مناشدة العقل… هذه إحدى مهام الكنيسة اليوم: أن تنعش موضوع عقلانية الإيمان أو عدم الإيمان. الإيمان ليس مناهضًا للعقل، بل هو المحامي عنه وهو مكانته الحقة… الصراع من أجل الحضور المتجدد للعقلانية في الإيمان هو بنظري من أكثر مهام الكنيسة إلحاحًا في عصرنا. لا يجب على الإيمان أن يتقوقع على ذاته، متسترًا وراء قرار لا يقدم عنه أي تبرير؛ لا يجب أن ينكمش إلى مجرد كونه نوع من منظومة رموز، يستطيع الناس أن يشعروا من خلالها أنهم في بيتهم، ولكنها تبقى في نهاية المطاف خيارًا عشوائيًا بين العديد من وجهات النظر حول العيش والعالم. بل يحتاج الإيمان إلى مجال العقل المنفتح الواسع؛ يحتاج إلى اعتراف الإيمان بالله الخالق… مناشدة العقل هي مهمة عظيمة بالنسبة للكنيسة، خصوصًا اليوم، لأنه حالمًا ينفصل الإيمان والعقل، يصاب كلاهما بالسقم.