لنتأمل مع بندكتس

Share this Entry

الحادي عشر من نوفمبر

روما، الثلاثاء 11 نوفمبر 2008 (zenit.org). – ننشر في ما يلي تأمل اليوم الحادي عشر من نوفمبر للبابا بندكتس السادس عشر، من كتاب “بندكتس”.

معاينة الحَمَل

نتسلق جبل الزمان حاملين معنا  أدوات موتنا. يبدو الهدف بعيدًا أول الأمر. لا نفكر به؛ فالحاضر يكفي… ولكن بقدر ما تطول المسيرة، بقدر ذلك يضحي السؤال ملحًا: إلى أين يؤدي؟ ما معنى كل ذلك؟ ننظر بخوف إلى علامات الموت التي لم نلحظها حتى هذا الحين، ويتصاعد الخوف في داخلنا ونتساءل عما إذا كانت الحياة شكلاً من أشكال الموت؛ وأننا إنما خُدعنا، وأن الحياة بالواقع ليست هبة بل عبئًا. ثم يأتي الجواب الغريب، “الله سيهتم”، والذي يبدو عذرًا أكثر من كونه إيضاحًا. حيثما يسيطر هذا النوع من النظرة، وحيث لا يعاد تصديق كلام “الله”، يضمحل المزاج المرح. في هذه الحالة يفقد الإنسان كل دواعي الفرح؛ فكل ما يبقى هو السخرية القاسية أو الغضب ضد الله وضد العالم الذي نحن معتادون عليه. ولكن من رأى الحمل – المسيح على الصليب – يعرف أن الله قد اهتمّ… فكل ما يمكننا أن نراه – تمامًا كإسحق – هو الحمل، الذي يقول فيه القديس بطرس أنه اختير من قبل إنشاء العالم (1 بط 1، 20). ولكن رؤية الحمل – المسيح المصلوب – هي بالحقيقة ومضة من السماوات التي أعدها لنا الله منذ الأزل. في هذا الحمل نلقي نظرة حقيقية إلى السماوات، إلى طيبة الله، التي ليست لامبالاة ولا ضعفًا بل قوة من نوع أسمى. بهذا الشكل، وبهذا الشكل فقط، نرى أسرار الخليقة ونستمع قليلاً إلى نشيد الملائكة… بما أننا نرى الحمل، يمكننا أن نضحك وأن نحمد؛ ومن خلاله نرى أيضًا كنه العبادة.

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير