إرشادات لاستخدام علم النفس في قبول وإعداد المرشحين للكهنوت (5-7)

Share this Entry

روما، الأربعاء 11 نوفمبر 2008 (zenit.org). – ننشر في ما يلي الأعداد 5، 6 و 7 من “إرشادات لاستخدام علم النفس في قبول وإعداد المرشحين للكهنوت” التي صدرت عن مجمع التنشئة الكاثوليكية.

ثالثاً: مساهمة علم النفس في تمييز الدعوة وإعدادها

1.    نظراً لأن الدعوة إلى الكهنوت هي ثمرة هبة مهمة يمنحها الله، فإنها تكمن مع تمييزها خارج اختصاص علم النفس. على الرغم من ذلك، من المفيد اللجوء في بعض الحالات إلى خبراء في العلوم النفسية. هذا الأمر يسمح بإجراء تقييم أكثر تأكيداً لوضع المرشح النفسي، ويساعد على تقييم ميوله الإنسانية للاستجابة للدعوة الإلهية، كما يوفر بعض المساعدة الإضافية للنمو الإنساني لدى المرشح. يستطيع هؤلاء الخبراء أن يدلوا برأيهم للمعدين في ما يتعلق بتشخيص الاضطرابات النفسية أو ربما معالجتها. إضافة إلى ذلك، يمكنهم من خلال اقتراح وسائل من أجل تأييد استجابة لدعوة أكثر حرية، أن يدعموا تطور الصفات الإنسانية (والمتصلة بها) المطلوبة من أجل ممارسة الخدمة18.

يجب على الإعداد للكهنوت أن يواجه مختلف عوارض عدم التوازن المتجذر في قلب الإنسان19، والظاهر بشكل خاص في التناقضات بين مثال بذل الذات الذي يتوق إليه المرشح، والحياة التي يعيشها. هذا ويجب على الإعداد معالجة المشاكل المتواجدة في التطور التدريجي للفضائل الأخلاقية. إن مساعدة المرشد الروحي والمعترف هي أساسية وضرورية من دون شك من أجل تخطي هذه المشاكل بنعمة الله. ولكن في بعض الحالات، تعيق بعض الجراح النفسية السابقة التي لم تتم معالجتها بعد، تطور هذه الصفات الأخلاقية.

في الواقع، إن طلب هؤلاء الذين يريدون حالياً أن يتم قبولهم في الإكليريكية يعكس بطريقة أكثر أو أقل تأكيداً، ارتباك عقلية تتميز بالفناء، وعدم الاستقرار في العائلة وفي العلاقات الاجتماعية، والنسبوية الأخلاقية، والرؤى الخاطئة عن الجنس، وتقلقل الخيارات، والإنكار النظامي للقيم، بخاصة عبر وسائل الإعلام.

من ضمن المرشحين، يمكن أن نجد بعض الأشخاص الذين مروا بتجارب إنسانية، عائلية، مهنية، فكرية، أو عاطفية، تركت فيهم بطرق مختلفة، جراحاً نفسية لم تندمل بعد، إنما تسبب الاضطرابات. هذه الجراح التي يجهل المرشح تأثيراتها الفعلية غالباً ما يعزوها بشكل مخطئ إلى أسباب خارجة عن ذاته، مما يمنعه من إمكانية مواجهتها بشكل ملائم 20.

ومن الواضح أن المسائل المذكورة أعلاه يمكنها أن تحد قدرة المرشح على التقدم على طريق الإعداد نحو الكهنوت.

Si casus ferat21 – أي في بعض حالات الصعوبات الخاصة – من شأن اللجوء إلى خبراء في العلوم النفسية، قبل القبول في الإكليريكية وخلال طريق الإعداد أن يساعد المرشح على تخطي هذه الجراح النفسية، وعيش أسلوب الحياة الذي يظهره يسوع الراعي الصالح، رأس الكنيسة وعريسها 22، بطريقة أكثر استقراراً وعمقاً.

بغية التوصل إلى تقييم صحيح لشخصية المرشح، يمكن للخبير اللجوء إلى إجراء مقابلات واختبارات بموافقة المرشح المسبقة، الواضحة، العلنية والطوعية23.

يجب على المعدين عدم استخدام تقنيات المعالجة النفسية نظراً لطبيعتها الحساسة.

2.    من المفيد أن يتمكن الكاهن والمعدون الآخرون من الاعتماد على تعاون الخبراء في العلوم النفسية. ويجب على هؤلاء الخبراء الذين لا يستطيعون أن يكونوا جزءاً من فريق الإعداد، أن يتمتعوا بكفاءة معينة في مجال الدعوات، وأن يربطوا حكمة الروح بخبرتهم المهنية.

وفي إطار اختيار الخبراء للمباشرة بالاستشارة النفسية، لا بد من ضمان مداخلة تكون منسجمة قدر الإمكان مع إعداد المرشح الأخلاقي والروحي من أجل تجنب أي ارتباك أو تعارض مؤذيين. لذلك، يجب عدم النسيان بأنه يجب على هؤلاء الخبراء، وإضافة إلى كونهم متميزين بسلامة رشدهم الإنساني والروحي، أن يستلهموا من علم الإنسان الذي يشارك بانفتاح الرؤية المسيحية حول الإنسان، والجنس، والدعوة إلى الكهنوت والتبتل. على هذا النحو، يمكن لمداخلاتهم أن تأخذ بالاعتبار سر الإنسان في حواره الشخصي مع الله، وفقاً لرؤية الكنيسة.

أما في حال عدم توفر خبراء مماثلين، فلا بد من اتخاذ الخطوات اللازمة لإعدادهم24.

ولا بد من دمج المساعدة التي تقدمها العلوم النفسية في سياق الإعداد الكامل للمرشح، والتي يجب ألا تعيق القيمة غير المستبدلة للمرافقة الروحية، بل أن تعمل بشكل خاص على ضمانها لأن المرافقة الروحية من شأنها الحفاظ على المرشح في المواجهة مع حقيقة الخدمة الكهنوتية، وفقاً لرؤية الكنيسة. أما جو الإيمان والصلاة والتأمل بكلمة الله، ودراسة اللاهوت وحياة الجماعة – الجو الأساسي لنضج استجابة سخية للدعوة الموهوبة من الله – فإنهما يسمحان للمرشح أن يفهم بالضبط معنى اللجوء إلى علم النفس ضمن مسار دعوته، ويسمحان له بدمجه ضمن المسار عينه.

3.    من خلال الالتزام بمبادئ هذه الوثيقة وتوجيهاتها والتمسك بها، يجب على مختلف البلدان تنظيم الاستعانة بالخبراء في العلوم النفسية في Rationes institutiones sacerdotales. كما يجب على الأساقفة أو كبار المسؤولين القيام بالأمر عينه في الإكليريكيات المستقلة.

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير