بقلم روبير شعيب
بودابست (هنغاريا)، الأربعاء 12 نوفمبر 2008 (Zenit.org). – اختتم اليوم الأربعاء اللقاء العشرين للجنة العالمية اليهودية الكاثوليكية المشتركة التي التقت في بودابست لمناقشة موضوع “الدين والمجتمع المدني اليوم”.
قاد البعثة الكاثوليكية الكاردينال فالتر كاسبر، رئيس لجنة الكرسي الرسولي للعلاقات الدينية مع اليهودية. بينما ترأس الوفد اليهودي الحاخام دافيد روزن، على رأس اللجنة اليهودية للمشاورات الدينية التي تمثل التوجهات الأساسية في اليهودية المعاصرة. هذا وقد استقبل بندكتس السادس عشر اللجنة اليهودية للمشاورات الدينية في الفاتيكان في 30 أكتوبر المنصرم.
أما غاية هذا اللقاء فكانت معالجة موضوعين آنيين جدًا: دور الدين في المجتمع العلماني والعلاقات بين المسيحيين الكاثوليك واليهود في أوروبا الشرقية.
رفض التطرف والعنصرية
بينما تشهد أوروبا عودة النزعات القومية المتطرفة، والتي غالبًا ما تتميز برهاب الأجانب وباللاسامية، يأخذ الكرسي الرسولي موقفًا حازمًا ورائدًا في رفض كل أشكال التزمت والأحكام المسبقة. وهذا هو السبب وراء اختيار التاسع من نوفمبر، الذي يصادف الذكرى السبعين لما يعرف بـ “ليل البلور”، الذي فيه بدأ الاضطهاد الوحشي والمنظم لليهود على أيدي النازيين في ألمانيا.
وقد بدأت فعليًا أعمال اللجنة المشتركة نهار الاثنين حيث قام الكاردينال كاسبر بافتتاح اللقاء. وفي كلمته صرح الكاردينال بيتر بردو، رئيس أساقفة بودابست، أنه من الممكن أن تتكرر خبرة ‘ليل البلور‘ إذا ما واجهنا إحراق البيوت والاضطهاد بالصمت، كما يحدث الآن في الهند حيث يتعرض المسيحيون لاضطهاد وحشي. ولذا دعا إلى “النظر يومًا فيوم في مرآة الحقيقة والعدالة”، لكي نحرص على عدم نمو مشاعر البغض لأسباب سخيفة، لأن “مسافة قصيرة تفصل أفكار القلب الشريرة عن البيوت المحروقة”، مذركرًا بأمثلة بيركوناو وبوتوفو، وفويفودينا والبوسنة”.
القيم المشتركة
وفي كلمة له أمس الثلاثاء عبّر الكاردينال كاسبر عن قناعته بأن المسيحيين واليهود لديهم الكثير من النقاط المشتركة، ولذا فمن المهم أن يتحاوروا سوية بشأن المجتمع العلماني لكي يقدموا إسهام القيم المشتركة التي تجمعهم: “قيم العائلة، والعدالة في العالم، والحرب ضد الفقر. ومن ناحية أخرى، تشكل الوصايا العشر إرثًا مشتركًا. وهناك تحديات تواجه الطرفين، ونستطيع أن نكون شركاء في مواجهتها”.
كما وأشار كاسبر إلى أن تحديًا مشتركًا يوحد الكاثوليك واليهود هو “نقل الإرث الإيجابي من حوار يمتد منذ 40 عامًا إلى الأجيال الشابة”.
هذا وتأسست اللجنة العالمية اليهودية الكاثوليكية المشتركة في روما عقب لقاء دام ثلاثة أيام من 20 إلى 23 ديسمبر 1970، بين اللجنة اليهودية للمشاورات الدينية وأمين سر مجلس وحدة المسيحيين في ذلك الحين. وعقد اللقاء الأول في باريس في عام 1971. وانطلاقًا من هذه اللقاءات المتعاقبة انطلقت فكرة إنشاء مجلس خاص في الكرسي الرسولي للعلاقات الدينية مع اليهود. وقد أقام البابا بولس السادس في عام 1974 هذه اللجنة المرتبطة بالمجلس الحبري لتعزيز وحدة المسيحيين.
أما لقاء بودابست فهو الثاني الذي يتم في أوروبا الشرقية بعد لقاء 1990 في براغ حول موضوع: “الشواء واللاسامية”.