رسالة من بندكتس السادس عشر إلى أندريا ريكاردي وجماعة سانت إيجيديو
روما، الثلاثاء 18 نوفمبر 2008 (Zenit.org). – ننشر في ما يلي الرسالة التي وجهها أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان، الكاردينال ترشيسي برتوني، باسم البابا بندكتس السادس عشر للأستاذ أندريا ريكاردي مؤسس جماعة سانت إيجيديو، بمناسبة انعقاد اللقاء العالمي بين الأديان في قبرص بعنوان: "حضارة السلام، أديان وثقافات في حوار".
أستاذي العزيز
يسعدني جداً أن أبلغكم تحيات قداسته بمناسبة اللقاء العالمي للصلاة من أجل السلام. وأرجو منكم أن تنقلوا هذه التحية بحرارة إلى جميع المشاركين في الأعمال حول موضوع: "حضارة السلام، أديان وثقافات في حوار".
إن هذا اللقاء الذي تنظمه جماعة سانت إيجيديو وكنيسة قبرص الأرثوذكسية، والذي يلتقي خلاله، في قلب المتوسط وعلى مدار ثلاثة أيام، رؤساء دول من أوروبا، وإفريقيا، وأميركا الوسطى، يأتي بعد اثنين وعشرين عاماً على اليوم العالمي التاريخي للصلاة من أجل السلام في أسيزي الذي دعا إليه خادم الله يوحنا بولس الثاني. وفي هذا الظرف المشهود، حث الحبر الأعظم الحبيب الحاضرين والعالم أجمع على عيش هذه المحطة الثمينة إلى جانب القديس فرنسيس كوقت إصغاء متبادل، وكفرصة من أجل "طرد غشاوة الريبة وسوء التفاهم" ومن أجل طلب هبة السلام الثمينة من الله. إن لقاءكم هو من دون شك تجربة غنية بالمشاركة التي بفضلها سيتمكن كل شخص من رؤية الحقيقة، ومن اللقاء مع إخوته. إضافةً إلى ذلك، فهو يشكل وقت معرفة حقيقية، فعلية ومتبادلة بالاختلافات، والمميزات، والعناصر المشتركة. وفقط من خلال الحوار والجهد الصادق، يمكن دمج "هذا الكون اللغوي والمتعدد الوجوه" في الجوهرة الثمينة التي هي الخليقة المناطة مسؤوليتها إلى الجميع ولخير الجميع.
وكيف لنا ألا نقتنع بثبات بأن السلام، وكما يذكر الأب الأقدس بندكتس السادس عشر، هو "هبة وواجب في آن معاً": هبة وواجب يتم قبولهما لأنهما ينبعان من حكمة الله المتعددة الأشكال، ولكن يجب المحافظة عليهما وجعلهما ينموان وينضجان لكيما تتعلق الثمار التي يمكن أن تنتج عن هذا الزرع الثاني بمسؤوليتنا الشخصية وجهدنا الذي لا يعرف الكلل. ويكتب قداسته في رسالة اليوم العالمي للسلام للسنة الفائتة أن "المعيار الذي يجب أن تستلهم منه استجابة مماثلة لا يمكن أن يكون سوى احترام القواعد التي كتبها الله الخالق في قلب الإنسان" (رقم 3).
وفيما يرجو الحبر الأعظم أن يوفر لقاء الصلاة من أجل السلام للمشاركين إمكانية لقاء معمق ونمو مشترك، يؤكد على ذكركم في صلواته. كما يدعو إلى حمل شعلة السلام عالياً، وإضرامها بأعمال يومية من المحبة والصداقة الأخوية، ويمنح الجميع من كل قلبه بركته الرسولية الخاصة.
بدوري، أعرب لكم أيضاً عن تمنياتي القلبية بأن يلقى اللقاء العالمي نجاحاً كبيراً، وأغتنم الفرصة لأوجه تحياتي الخاصة إليكم وإلى جميع المشاركين.
الكاردينال ترشيزيو برتوني
أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان