إرشادات لاستخدام علم النفس في قبول وإعداد المرشحين للكهنوت (13-17)

Share this Entry

روما، الثلاثاء 18 نوفمبر 2008 (zenit.org). – ننشر في ما يلي الأعداد 13، 14،15،16 و17 من “إرشادات لاستخدام علم النفس في قبول وإعداد المرشحين للكهنوت” التي صدرت عن مجمع التنشئة الكاثوليكية.

   خامساً: العلاقة بين المسؤولين عن الإعداد والخبير

أ‌-       المسؤولون في المنتدى الخارجي

1.    بروح ثقة متبادلة، وبالتعاون مع إعداده الخاص، من الممكن أن يُدعى المرشح اختيارياً إلى أن يقدم موافقته الخطية على أن ينقل الخبير في العلوم النفسية المعين بثقة، نتائج الاستشارة للمعدين الذين يختارهم المرشح بنفسه. ويستخدم المعدون أياً من المعلومات المكتسبة لرسم صورة عامة عن شخصية المرشح، ولاستدلال التوجيهات المناسبة لطريق إعداد المرشح في مرحلة لاحقة، أو لقبوله في السيامة.

وبغية حماية خصوصية المرشح وسمعته الجيدة حاضراً ومستقبلاً، يتعين الاهتمام بألا يعلم أحد عن الآراء المهنية التي يدلي بها الخبير سوى المسؤولين عن الإعداد، مع الحظر الدقيق والملزم بعدم استخدامها بأي شكل من الأشكال إلا من أجل تمييز الدعوة وإعداد المرشح.

ب‌- الطابع الخاص بالتوجيه الروحي

14. ليست مهمة المرشد الروحي بسهلة، لا في تمييز الدعوة ولا في مجال اليقين.

هناك مبدأ ثابت يفيد بأن التوجيه الروحي لا يمكن أبداً الاستعاضة عنه أو استبداله بأشكال التحليل أو المساعدة النفسية. إضافة إلى ذلك، فإن الحياة الروحية بذاتها تحبذ نمواً في الفضائل الإنسانية، في حال عدم وجود عوائق نفسية 34. من خلال التفكير بهذين المبدأين، يجد المرشد الروحي الحاجة إلى أن يقترح على المرشح الخضوع لاستشارة نفسية من غير فرضها35 ، وذلك بغية إزالة الشكوك المتعذر حلها بطريقة أخرى، والعمل بثقة أكبر في التمييز والمرافقة الروحية.

إن طلب المرشد الروحي من المرشح الخضوع لاستشارة نفسية، فمن المستحسن أن يقوم المرشح إلى جانب إعلامه المرشد الروحي بنتائج الاستشارة، بإعلام معد المنتدى الخارجي، بخاصة إذا ما دعاه المرشد الروحي بنفسه إلى القيام بذلك.

وفي حال رأى المرشد الروحي أنه من المفيد أن يكتسب المعلومات بنفسه مباشرةً من المستشار، فليعمل وفق ما ورد في رقم 13 عن معدي المنتدى الخارجي.

ومن خلال نتائج الاستشارة النفسية، سوف يستدل المرشد الروحي التوجيهات المناسبة من أجل التمييز الذي هو من اختصاصه، والإرشادات التي يجب أن يقدمها للمرشح، وإمكانية الاستمرار على طريق الإعداد.

ج- مساعدة الخبير للمرشح والمعدين

15. إن الخبير – بقدر ما هو مطلوب منه – سوف يساعد المرشح على التوصل إلى معرفة أوسع عن نفسه، وقدراته، ونقاط ضعفه. كما سيساعده على مقارنة المثل العليا لدعوته بشخصيته، مشجعاً إياه على تنمية تمسك شخصي، وحر، وواع بإعداده. كما تقع على الخبير مسؤولية تزويد المرشح بالتوجيهات اللازمة المتعلقة بالمصاعب التي يقاسيها، وتبعاتها المحتملة في حياته وخدمته الكهنوتية المستقبلية.

بعد أن يكون الخبير قد أجرى تقييمه مع الأخذ بالاعتبار التوجيهات التي قدمها إليه المعدون، يقوم بتقديم ما لديه – بموافقة خطية مسبقة من المرشح – مساهماً بذلك في فهم شخصية المرشح والمشاكل التي تعترضه الآن أو في المستقبل.

وفقاً لتقييمه وكفاءته، سوف يشير أيضاً إلى الاحتمالات المتوقعة في ما يخص نمو شخصية المرشح. إضافةً إلى ذلك، سوف يقترح، بحسب الضرورة، أشكالاً وسبلاً للدعم النفسي.

سادساً: الأشخاص الذين استُبعدوا من الإكليريكيات أو بيوت الإعداد، أو الذين تركوها طوعاً

16. من المخالف لقواعد الكنيسة قبول أشخاص في الإكليريكية أو بيت الإعداد كانوا قد تركوا، أو بالأحرى قد استُبعدوا من إكليريكيات أو بيوت إعداد أخرى، من دون جمع المعلومات الضرورية من أساقفتهم أو كبار المسؤولين عنهم، بخاصة المعلومات المتعلقة بأسباب الاستبعاد أو الرحيل 36.

من واجب المعدين السابقين أن يقوموا بتزويد المعدين الجدد بالمعلومات الدقيقة. كما أنه من الضروري الانتباه إلى أنه غالباً ما يترك المرشحون المؤسسة التعليمية تلقائياً بغية تجنب الاستبعاد القسري.

أما في حال الانتقال إلى إكليريكية أخرى أو بيت إعداد آخر، فإنه يجدر بالمرشح أن يُعلم المعدين الجدد عن أي استشارة نفسية أُجريت مسبقاً. وفقط من خلال موافقة المرشح المكتوبة والطوعية، يستطيع المعدون الجدد التواصل مع الخبير الذي أجرى الاستشارة.

وفي حال أن مرشحاً خضع لمعالجة نفسية بعد صرفه مسبقاً، ووردت إمكانية قبوله في الإكليريكية، فإنه يجب أولاً التحقق قدر الإمكان من حالته النفسية. وهذا الأمر يتضمن جمع المعلومات الضرورية من الخبير الذي عالجه، وذلك بعد حصوله على موافقة خطية وطوعية من المرشح.

وفي حال طلب أحد المرشحين، بعد لجوئه إلى خبير في علم النفس، أن يتم نقله إلى إكليريكة أخرى أو بيت إعداد آخر، ورفض التسليم بالنتائج التي أصبحت متوفرة لدى المعدين الجدد، يجب تذكر إثبات أهلية المرشح بحجج إيجابية، وفق قاعدة القانون 1052 المذكور أعلاه، ووجوب استبعاد كل الشكوك المعقولة.

خاتمة

17. فليقدم جميع الملتزمين في الإعداد، بحسب مختلف مسؤولياتهم، تعاونهم المقتنع، باحترام اختصاص كل منهم لكيما يكون تمييز الدعوة ومرافقة المرشحين كافيين “من أجل قبول المدعويين فقط إلى الكهنوت، ومن أجل إخضاعهم لتدريب مناسب، أي مع استجابة واعية وطوعية بتكريس ذاتهم ليسوع المسيح الذي يدعوهم إلى التقرب منه والا
شتراك معه في رسالته الخلاصية” 37 .

إن الحبر الأعظم بندكتس السادس عشر، وخلال المقابلة التي مُنحت للموقع أدناه، الكاردينال والمدبر الرسولي في 13 يونيو 2008، صادق على هذه الوثيقة وأجاز نشرها.

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير