روما، الخميس 27 نوفمبر 2008 (Zenit.org). – عقب اختتام السينودس حول كلمة الله، وضعت الجمعية العامة العادية لسينودس الأساقفة سلسلة من المقترحات، تسلم البابا النص الأصلي الذي يشملها باللغة اللاتينية إلا أنه أذن للأمانة العامة للسينودس بنشر نسخة مؤقتة وغير رسمية عن هذه المقترحات بالإيطالية.
ننشر في ما يلي ترجمة المقترحات 11 – 15.
المقترح الحادي عشر
كلمة الله ومحبة الفقراء
إن إعلان اصطفاء الله للفقراء (مت 25: 31، 46) هو إحدى مميزات الكتاب المقدس. ويسوع الناصري، كلمة الله المتجسدة، انتقل إلى هذا العالم وهو يعمل الخير (أع 10، 38). إذا ما تم قبول كلمة الله باستعداد، فإنها تُمطر في الكنيسة وافر المحبة والعدالة على الجميع، وبخاصة على الفقراء. ووفقاً للرسالة البابوية العامة “الله محبة”، فإن أول من لهم الحق في إعلان الإنجيل هم الفقراء تحديداً، الذين لا يحتاجون فقط إلى الخبز بل أيضاً إلى أقوال الحياة. مع ذلك، فإن الفقراء ليسوا فقط أشخاصاً نخصهم بالمحبة، بل أيضاً عناصر التبشير بالإنجيل بقدر ما هم منفتحون على الله، وأسخياء في المشاركة مع الآخرين. لذا، فإن الرعاة مدعوون إلى الإصغاء لهم، والتعلم منهم، وإرشادهم في إيمانهم، وتحفيزهم على أن يكونوا صناع تاريخهم الخاص. وتقع مسؤولية خاصة في هذا المجال على الشمامسة المعنيون بخدمة المحبة، لذا يحظون بتشجيع السينودس في خدمتهم.
المقترح الثاني عشر
وحي الكتاب المقدس وحقيقته
ارتأى السينودس أن يقدم مجمع عقيدة الإيمان توضيحاً عن مفهومي وحي الكتاب المقدس وحقيقته، وعلاقتهما المتبادلة بغية المساعدة على فهم أفضل لكلمة الله Dei verbum 11. كما يجب بخاصة إظهار أصالة التفسير البيبلي الكاثوليكي في هذا المجال.
المقترح الثالث عشر
كلمة الله والشريعة الطبيعية
إن الآباء السينودسيين يدركون تماماً التحديات الكبيرة القائمة في هذه الحقبة من التاريخ، منها التقدم الضخم الذي حققه العلم في موضوع معرفة الطبيعة. وعلى نحو ظاهر من المفارقة، فإنه كلما كبرت هذه المعرفة، قل نجاحنا في رؤية الرسالة المعنوية التي تنبثق منها. ففي تاريخ الفكر، كان الفلاسفة القدماء يسمون هذا المبدأ بالشريعة الطبيعية أو بالشريعة المعنوية الطبيعية. وكما ذكر البابا بندكتس السادس عشر، فإن هذه العبارة أصبحت اليوم مبهمة على ما يبدو “بسبب مفهوم لم يعد ماورائياً، بل فقط تجريبياً. ولمجرد أن الطبيعة، الكائن عينه، لم يعد شفافاً لتلقي رسالة معنوية، فإن هذا الأمر يخلق شعوراً بالضلال يجعل من خيارات الحياة اليومية متزعزعة ومريبة” (12 فبراير 2007).
على ضوء تعليم الكتاب المقدس، كما يذكر بخاصة الرسول بولس في الرسالة إلى روما (رو 2: 14، 15)، لا بد من التكرار بأن هذه الشريعة مكتوبة في أعماق قلب كل شخص وبأن كل شخص يمكنه التوصل إليها. وهي تقوم على مبدأ أساسي يقضي “بفعل الخير لا الشر”: حقيقة تُفرض بوضوح على الجميع، وتنشأ عنها مبادئ أخرى تحدد الحكم الأخلاقي في ما يخص حقوق كل شخص وواجباته. ولا بد من التذكير بأن تنمية المعرفة بالشريعة الطبيعية، والتقدم في الوعي الأخلاقي يحصلان من خلال التغذي من كلمة الله. إذاً، ينصح السينودس جميع الرعاة بإيلاء اهتمام خاص بهذا الأمر لكيما يتمكن خدام كلمة الله من إعادة اكتشاف الشريعة الطبيعية ودورها في إعداد الضمائر.
القسم الثاني
كلمة الله في حياة الكنيسة
المقترح الرابع عشر
كلمة الله والليتورجية
إن الجماعة التي يدعوها الروح القدس ويجمعها من أجل الإصغاء لإعلان كلمة الله تجد نفسها متغيرة بعمل الروح عينه الذي يتجلى في الاحتفال. في الواقع، حيث توجد الكنيسة، توجد روح الرب: وحيث توجد روح الرب، توجد الكنيسة (القديس إيريناوس، (Adversus haererses III, 24,1.
يكرر الآباء السينودسيون أن الليتورجية تشكل المكان المفضل حيث تتوضح كلمة الله بالكامل، في الاحتفالات بالأسرار، وكذلك بشكل خاص في سر الافخارستيا، وليتورجية الساعات، والسنة الليتورجية. وإن سر الخلاص الذي يطلعنا عليه الكتاب المقدس يجد في الليتورجية مكاناً لإعلانه، والإصغاء إليه، وتطبيقه.
لذلك، نطلب مثلاً أن:
– يحتل الكتاب المقدس مكانة واضحة وسامية في الكنيسة، حتى خارج الاحتفالات الليتورجية.
– يتم التشجيع على التزام الصمت بعد القراءتين الأولى والثانية وفي ختام العظة، بحسب اقتراح العرض العام لكتاب القداس الروماني (رقم 56).
– يتم النظر في الاحتفالات بكلمة الله المركزة على القراءات الربانية.
– يتم إعلان قراءات الكتاب المقدس انطلاقاً من كتب ليتورجية مناسبة، مثل كتابي الرسائل والأناجيل، تصبح موضوع احترام فائق لاحتوائها على كلمة الله.
– يُقيم كتاب الأناجيل من خلال زياح يسبق الإعلان، وبخاصة من خلال منحه طابعاً أبهياً.
– يُوضح دور خدام الإعلان: قراء ومرتلين.
– يتم إعداد القراء على نحو كاف لكيما يتمكنوا من إعلان كلمة الله بطريقة واضحة ومفهومة. ولتتم دعوة هؤلاء القراء إلى قراءة مضمون الكلمة التي يقرأونها والشهادة لها بحياتهم.
– تُعلن كلمة الله على نحو واضح، في معرفة ديناميكية التواصل.
– لا يتم نسيان الأشخاص الذين يجدون صعوبات معينة في تلقي كلمة الله المنقولة بالوسائل الاعتيادية، أمثال العميان والصم، وذلك بخاصة في ا
لاحتفال بالافخارستيا.
– يتم استعمال الوسائل السمعية بفعالية.
كما يشعر الآباء السينودسيون بواجب التذكير بالمسؤولية الكبيرة التي تقع على عاتق مترأسي سر الافخارستيا لكي لا يبدلوا أبداً نصوص الكتاب المقدس بنصوص أخرى، إذ لا يمكن لأي نص روحي أو أدبي احتواء القيمة والثروة اللتين يحويهما الكتاب المقدس، كلمة الله.
المقترح الخامس عشر
التجديد من خلال العظة و”تعليم عن العظة”
تسمح العظة بتجديد الكلمة المعلنة: “اليوم تم ما قد سمعتم من آيات” (لو 4، 21). كما ترشد إلى السر المحتفل به، وتدعو إلى التبشير وتشارك الأفراح والأحزان، والآمال والمخاوف التي يشعر بها المؤمنون – معدة الجماعة للمجاهرة بالإيمان (قانون الإيمان) وللصلاة الجامعة في القداس.
يجب إلقاء عظة خلال جميع القداديس cum populo حتى خلال الأسبوع. وينبغي على المبشرين (من أساقفة وكهنة وشمامسة) أن يتحضروا في الإيمان، من أجل أن يبشروا بقناعة وشغف، طارحين على أنفسهم ثلاثة أسئلة:
– ماذا تقول القراءات المعلنة؟
– ماذا تقول لي شخصياً؟
– ما الذي يجب أن أقوله للجماعة، آخذاً بالاعتبار وضعها الحالي؟
في البداية يجب على المبشر أن يتساءل هو أولاً حول كلمة الله التي يعلنها. كما يجب أن تتغذى العظة من العقيدة، وأن تنقل تعليم الكنيسة من أجل ترسيخ الإيمان، والدعوة إلى الاهتداء في إطار الاحتفال، والإعداد لتحقيق سر الفصح القرباني.
بغية مساعدة المبشر في خدمة الكلمة، وعلى ضوء تعليم الإرشاد الرسولي “سر المحبة” Sacramentum caritatis (رقم 46) الذي صدر بعد السينودس، يرجو الآباء السينودسيون أن يتم إعداد “تعليم عن العظة” يهدف إلى عرض مضمون المواضيع البيبلية الواردة في كتب الرسائل المستخدمة في الليتورجية، إلى جانب مبادئ العظة وفن التواصل.
ترجمة وكالة زينيت العالمية