لنتأمل مع بندكتس (29)

التاسع والعشرون من نوفمبر

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

روما، الجمعة 28 نوفمبر 2008 (Zenit.org). – ننشر في ما يلي تأمل التاسع والعشرون من نوفمبر للبابا بندكتس السادس عشر، من كتاب “بندكتس”.

 

كيفية إدراك معنى الأبدية

الحياة الأبدية هي أسلوب عيش في وسط حياتنا الأرضية لا يمسها الموت لأنها تصل أبعد من الموت. الحياة الأبدية هي في وسط زمننا. إذا ما عشنا بهذا الشكل، فرجاء الألفة الأبدية مع الله سيضحي انتظارًا يميز وجودنا، لأن جزءًا من واقعه ينمي فينا، ويحولنا جماله من الداخل. وعليه، يضحي واضحًا أن ما من أثر للأنانية في هذا اللقاء وجهًا لوجه بالله، بل هناك خبرة التحرر من الذات، وهذا هو معنى الأبدية. إن تسلسلاً لا متناه من اللحظات لهو أمر لا يحتمل؛ عندما يتركز وجودنا في نظرة حب واحدة، يتحول اللامتناهي إلى الأبدية، إلى يوم الله؛ وفي الوقت عينه، هي تعني رفقة جميع من تقبلهم ذلك الحب. في ملكوت ابن حبه – كما قال يوحنا فم الذهب يومًا – لا توجد “كلمات باردة مثل ‘خاصتي‘ أو ‘خاصتك‘” لأننا نشترك جميعنا في حب الله، وننتمي أحدنا للآخرين. عندما يكون الله كلاً في الكل، فنحن جميعنا في كل واحد منا وكلنا في ذواتنا، ونشكل جسدًا واحدًا، جسد المسيح، الذي فيه يكون فرح كل عضو فرح جميع الأعضاء، تمامًا كما أن ألم كل عضو هو ألم الجميع… الحياة الأبدية، التي تبدأ في الشركة مع الله هنا والآن، تأخذ هذا الـ “هنا والآن” وترفعه إلى محيط الواقع الحق، الذي لم يعد جزءًا متقطعًا من نبع الحياة.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير