روما، الأحد 23 نوفمبر 2008 (Zenit.org). - ننشر في ما يلي تأمل الثالث والعشرين من نوفمبر للبابا بندكتس السادس عشر، من كتاب "بندكتس".

 

الدينونة والرجاء

خلافًا لتوقعاتنا، ليس الله، اللامتناهي، المجهول والأزلي الذي يديننا ببساطة. بل على العكس، لقد أوكل الحكم إلى ذلك الذي هو أخينا كإنسان. لا يديننا شخص غريب، بل ذاك الذي عرفناه بالإيمان. لن يتقدم القاضي ليلاقينا كغريب، بل كواحد منا، كمن يعرف وجودنا البشري ومن الداخل وعانى آلامه. وبالتالي يشرق على الدينونة فجر الرجاء؛ فهو ليس فقط يوم الغضب بل أيضًا مجيء الرب الثاني. نذكر هنا الرؤية العظيمة للمسيح التي تفتتح كتاب سفر الرؤيا (1، 9 – 19): ينهار الرائي أرضًا وكأنه ميت في حضرة ذلك الكائن الجبار. ولكن الرب يلمسه بيده ويقول له كما خاطبه عندما كانوا يجتازون بحيرة جناشر في الريح والعاصفة: "لا تخف، أنا هو" (1، 17). رب القوات هو يسوع والرائي كان يومًا صديقه في الإيمان. إن فقرة قانون الإيمان المتعلقة بالدينونة تنقل إلينا هذه الفكرة بالضبط في لقائنا بقاضي الكون. في يوم الخوف ذلك، سيستطيع المسيحي أن يرى بعجب مغبوط ذلك الذي "أعطي كل سلطان في الأرض والسماء" (متى 28، 18) كان رفيق درب الإيمان في أيامه على الأرض، كما ولو أن يسوع، عبر كلمات قانون الإيمان، يضع يديه على المسيحي ويقول: لا تخف، هذا أنا. لربما الطريقة الأجمل للإجابة على معضلة الترابط بين العدل والرحمة هي الفكرة القائمة في بند إيماننا.