بقلم طوني عساف
الفاتيكان، الاثنين 1 ديسمبر 2008 (Zenit.org). – بمناسبة الذكرى المائة على تأسيس الإكليريات الإقليمية في مناطق ماركي، بوليا وأبروتسو الإيطالية، استقبل البابا بندكتس السادس عشر يوم السبت الماضي الإكليريكيين والكهنة والأساقفة في هذه المناطق ووجه إليهم كلمة في هذه المناسبة.
وتوجه قداسته بكلمة خاصة الى الإكليريكيين الذي يستعدون “ليكونوا عملة في كرم الرب”، داعياً إياهم الى التبشير بكلمة الله التي “تحمل في ذاتها الحياة الأبدية، أي المسيح نفسه، الوحيد القادر على تغيير القلب البشري وعلى تجديد العالم”.
وتساءل البابا امام الإكليرس الإيطالي: “هل يشعر الإنسان المعاصر بالحاجة الى المسيح والى رسالته الخلاصية؟” وقال بأنه في هذا المحيط الحالي، “هناك ثقافة تحاول أن تُظهر لنا وجه إنسانية مكتفية بذاتها، وتسعى لتحقيق مشاريعها بنفسها، وتختار أن تكون سيدة مصيرها، وتعتبر بأن حضور الله لا يؤثر عليها وبالتالي تستثنيه في خياراتها”. وأضاف ” في عالم يتسم بعقلانية منغلقة على ذاتها، وتعتبر بأن العلوم العملية هي السبيل الوحيد للمعرفة، يصبح الباقي نسبياً وبالتالي هناك خطر النظر الى الحياة المكرسة كشيء غير ضروري وأساسي في الحياة”.
وقال البابا بأن إنسان الألفية الثالثة يحتاج الى الله “وهو يبحث عنه عن غير وعي”، ولذلك فمن واجب المسيحيين، والكهنة بشكل خاص، أن ينقلوا للجميع “كلمة الله الحية والأبدية والتي لا تتغير، التي هي المسيح، رجاء العالم”.
ودعا قداسته الإكليريكيين الى اقتفاء خطى الرسول بولس الذي تحول بفعل خبرته على طريق دمشق من مضطهد للمسيحيين الى شاهد لقيامة الرب، مستعد للتضحية بحياته في سبيل الإنجيل، مشيراً الى أن الارتداد على طريق دمشق “لم يمح ما كان خيراً وحقيقة في حياته، بل ساعده على فهم حكمة وحقيقة الشريعة والانبياء بطريقة جديدة، ليقدر أن يحاور الجميع، على مثال المعلم الإلهي”.
وختم بندكتس السادس عشر كلمته موكلاً الإكليريكيين الى حماية العذراء والدة المسيح، التي “تعرضها ليتورجية المجيء مثال الساهر بانتظارعودة ابنها الإلهي بالمجد”.